بقلم: مصطفى الآغا
الانتخابات لعبة، واللعبة فيها تكتيكات، وفيها منافسات، وفيها ترتيبات وتضبيطات وحسابات، وفيها أمور كثيرة، قد لا نستطيع حصرها في مقالة واحدة، ولكنها في النهاية تبقى لعبة، ولعبة كرة القدم قد لا تكون الرقم واحد في آسيا، على اعتبار أن الهند صاحبة المليار وربع المليار من السكان، يحب شعبها الكريكيت، رغم أنهم مؤخراً بدؤوا يعطون اهتماماً ملحوظاً لكرة القدم، وعندهم دوري فيه نجوم كبار، وإن كانوا في أواخر أيامهم، وعندهم أيضاً مدربون كبار، ولهذا كان منتخبهم هو أفضل الخارجين من أمم آسيا التي استضافتها الإمارات مؤخراً، والكلام نفسه ينطبق على الصين بلد المليار ونصف المليار، أي أن البلدين تقريباً يشكلان نصف العالم، وإن كانت الصين أكثر عراقة في اللعبة، وأكثر حضوراً من الهند، ولكنها لم تصبح بعد قوة عظمى.
حتى اليابان القوة الأعظم في القارة، ليست كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى فيها، بل البيسبول، ولكنهم ألحوا وأصروا على التفوق فيها، فكان لهم ما أرادوا، وما زلنا حتى اللحظة عاجزين عن فهم خلطتهم السحرية التي جعلتهم في واد وبقية آسيا في واد آخر.
هذه «الآسيا» بسكانها الأربعة مليارات و463 مليوناً، أي أكثر من نصف العالم «تصوروا أن عدد سكان أوروبا 741.4 مليون نسمة»، ومع هذا يتأهل إلى كأس العالم عن آسيا أربعة منتخبات ونصف منتخب، بينما يتأهل عن أوروبا 13 منتخباً، وأحياناً 14 مقابل 5 لأفريقيا، و4 ونصف مقعد لأميركا الجنوبية، و3 مقاعد ونصف مقعد لأميركا الشمالية والوسطى والكاريبي، ونصف مقعد لأوقيانوسيا، وحتى في المقترح الجديد لرئيس «الفيفا»، برفع عدد المشاركين في نهائيات كؤوس العالم إلى 48 منتخباً، تبقى آسيا متخلفة عن البقية، وأعتقد أن آسيا تستحق أكثر بكثير مما يقدم لها من رؤسائها الذين تعاقبوا عليها، وآخرهم الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة الذي نبارك له التجديد، ولكن كنا نتمنى رؤية برامج انتخابية قوية من جميع المرشحين، وكنا نتمنى من رؤساء الاتحادات المحلية، أن يكونوا أكثر حزماً في السعي نحو آسيا متفوقة، وأكثر حضوراً في كؤوس العالم، بعيداً عن التكتيكات الانتخابية، وبعيداً عن الحسابات الضيقة، وأعتقد أنه من حقنا عليهم أن ندافع عن آمالنا وطموحاتنا في حضور منتخباتنا، في نهائيات بطولة أكثر من ثلاثة أرباع سكان آسيا لم يكحلوا عيونهم برؤية منتخباتهم فيها.