بقلم: مصطفى الآغا
مهما كان لنا موقف من الاتحاد الآسيوي، ومشاكله التحكيمية والتنظيمية، وتعقيدات جوائزه، ودخول أستراليا «غير المبرر» إلى صفوفنا، والتأهل إلى نهائيات كؤوس العالم عوضاً عنا، وهي التي لا تنتمي إلى آسيا، لا من قريب ولا من بعيد، إلا أن الحق يجب أن يقال، وهو أن كرة آسيا تتطور، ولم يعد فيها صغار أكثر بكثير من الكبار والهوّة بين الجميع بدأت تتقلص، رغم بعض نتائج الخميس.
ومثلاً منتخب المالديف الذي كان حصالة القارة، وخسر مرة 12 - صفر من سوريا، في تصفيات كأس العالم عام 1997، وخسر من إيران 17 - صفر، كان الخميس نداً قوياً للمنتخب السوري الذي يضم السومة وخربين والعالمة والمواس، وكل النجوم الآخرين، وكاد أن يخرج متعادلاً، وأقول وبكل صدق إنه كان الأفضل في التحرك والسرعة في كثير من مراحل المباراة.
سنغافورة تتطور هي الأخرى، ورغم خسارتها من السعودية، إلا أنها فازت على فلسطين التي فازت على أوزبكستان، ورغم خسارة اليمن بالخمسة من أوزبكستان، إلا أنها قارعت السعودية في أول مباراة، وكادت أن تفوز عليها، وخرجت متعادلة 2 -2، أما الهند التي لم تكن تمارس كرة القدم أساساً، باتت تشبهنا كثيراً، وبات الفوز عليها يعتبر إنجازاً، وفازت عليها عُمان بصعوبة 1 - 2، فيما تحولت فيتنام وماليزيا إلى قوى إقليمية تنافس غرب آسيا.
وعلى ذكر التصفيات، فبداية «الأبيض» رغم الفوز لم تكن مفرحة جماهيرياً، إلا أن الفوز الكبير على إندونيسيا بالخمسة أعاد البسمة للجماهير التي صفقت كثيراً وطويلاً للخلوق المبدع الرائع علي مبخوت الذي بات رسمياً الهداف التاريخي للكرة الإماراتية بـ 54 هدفاً، ناسخاً رقم الكبير عدنان الطلياني «53 هدفاً» بعد «هاتريك» إندونيسيا، وسبق أن كتبت مقالتي قبل السابقة في «الاتحاد»، وكان عنوانها «الأبيض مبخوت»، وهو فعلاً مبخوت، بوجود لاعب بقيمة علي الذي يتمناه أي مدرب في العالم، وعلى طاري المدربين، فلديكم أحد أفضل مدربي العالم، وهو الهولندي مارفيك الذي أتمنى أن يبقى سنوات طويلة، حتى يتمكن من صناعة جيل، وليس فقط تحقيق نتائج آنية، تقرر مصير بقائه من رحيله، وأعتقد أن المواهب في الإمارات كثيرة رغم «اضمحلال مساحة ملاعب الحارات والفرجان»، ولكن القاعدة الشعبية ما زالت معقولة، وتسمح بإيجاد منتخب يستطيع تحقيق حلم الوصول لكأس العالم، شريطة الصبر على المدربين، وشريطة التعامل مع الرياضة المدرسية بجدية تتناسب وطموح الدولة نحو القمم.