بقلم: مصطفى الآغا
بالتأكيد تعج القارة الأفريقية بالأسماء المبهرة التي وصلت إلى سدة «أفضل لاعبي العالم»، عن طريق الرئيس الليبيري حالياً جورج ويا الذي سبق وأن احترف في الإمارات مع الجزيرة، ونال الجائزة عام 1995، عندما كان يلعب مع إي سي ميلان الإيطالي، وترك وراءه البلغاري ستويشكوف نجم برشلونة وقتها، ثم الأسطورة الإيطالية روبرتو باجيو نجم اليوفي الذي سبق وأن توج بها عام 1993، قبل البرازيلي روماريو، والهولندي بيركامب، علماً أن ويا حل ثانياً كأفضل لاعبي العالم عام 1996، خلف البرازيلي رونالدو، وقبل الإنجليزي آلان شيرر.
لاعب أفريقي آخر نافس على لقب الأفضل في العالم، هو الكاميروني صاموئيل إيتو، وبرأيي كان الإيفواري دروجبا يستحق المنافسة عليها أيضاً، ثم جاء المصري محمد صلاح لينافس عليها، فيما تمكن الجزائري رياض محرز الذي أحرز جائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي عام 2016، ليصبح أغلى لاعب «عربي وأفريقي» عندما انتقل من ليستر سيتي إلى مان سيتي مقابل 61 مليون جنيه استرليني، ولكن هذا اللقب سٌحب منه قبل أيام، عندما أصبح الإيفواري نيكولاس بيبي أغلى لاعب كرة في تاريخ أفريقيا بعد انضمامه إلى آرسنال الإنجليزي، خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية قادماً من ليل الفرنسي، مقابل 72 مليون جنيه استرليني.
في قناعتي أن أغلى لاعب في أفريقيا حالياً هو المصري محمد صلاح الذي قدّر موقع football observatory
المتخصص في الدراسات والتحليلات الإحصائية الرياضية في سويسرا قيمته السوقية بـ 173 مليون يورو، تزيد أو تنقص بضعة ملايين فقط، حسب الظروف والأداء، وتخطى بذلك القيمة السوقية لكريستيانو رونالدو وميسي، وهذا لا يعني أنني أنا من وضع الدراسة، وأنني أقارن بين محرز وصلاح «فكلما كتبنا حرفاً عن أحدهما يتوقع محبو الآخر أننا ننتقص أو نقف مع لاعب دون آخر، وبالنسبة لنا كعرب، فالاثنان فخر لنا مع بقية النجوم المنتشرين في الأندية الأوروبية والعربية».
بالتأكيد هناك لاعبون عرب يستحقون أن يلعبوا في أفضل أندية العالم، ولكن ظروفهم لم تسمح لهم بذلك لسبب أو لآخر، ومنهم مثلاً الإماراتي عموري والسوري عمر السومة وغيرهم الكثير ممن لا تتسع المساحة ولا الذاكرة لذكرهم، ولكن لو عرفنا وتفهمنا وأدركنا أن كرة القدم يمكن أن تكون تجارة رابحة لبذلنا اهتماماً أكثر بالمدارس والأكاديميات الحقيقية التي تصقل آلاف المواهب المنتشرة في شوارعنا وحاراتنا، ويمكن استثمارها مالياً وفنياً وإعلانياً ودعائياً، فنجم واحد فقط كفيل بمنح العرب وبلاده سمعة قد تعجز عن فعلها وزارات إعلام بأكملها، ولنا في صلاح ومحرز والنني وغيرهم أمثلة على مدى قوة تأثير نجوم الكرة على ملايين البشر في كل بقاع الدنيا وليس في الأندية التي يلعبون لها فقط.