بقلم - مصطفى الآغا
لم يكن مستغرباً أن تنتهي علاقة الروماني ريجيكامب بنادي الوصل، ولكن الغريب هو استمرار تلك العلاقة، حتى الجولة الأولى من دوري الخليج العربي، وهنا أنا أتحدث كمتابع للكرة الإماراتية، وقريب منها ومن تفاصيلها، وأنا شخصياً سبق وأن استضفت «ريجي» في «صدى الملاعب» مباشرة، بعد إقالته من تدريب الهلال السعودي، وتعرفت على الرجل ووكيله عن قرب.
وحتى نتفق أولاً على الأساسيات، فإن أي مدرب في الدنيا يعرف أن الذاكرة البشرية قصيرة أولاً، وأن النتائج هي التي تقرر مدى بقاء المدرب من عدمه مع أي فريق، وهنا أذكركم بأن البرتغالي مورينيو «أحد أنجح المدربين الأحياء على سطح الكرة الأرضية، وصاحب الـ 25 لقباً مع أندية عملاقة، مثل بورتو وتشيلسي والإنتر وريال مدريد ومانشستر يونايتد، وهو من تمكن من تحقيق أول لقب لتشيلسي في الدوري الإنجليزي، بعد صيام دام 50 عاماً، ثم أحرز اللقبين الثاني والثالث، ولكنه خرج «مفنش»، بعد أن خسر 9 مباريات من أصل 16 في الدوري الإنجليزي.
إذن مهما كان تاريخك، ومهما كانت إنجازاتك، تبقى الذاكرة البشرية قصيرة، عندما لا تدعهما الألقاب والإنجازات، وفريق مثل الوصل الإماراتي، لا يقبل أن يلعب سوى أدوار البطولة في أي مسابقة يخوضها، ولكنه في عهد «ريجي» تلقى خسائر كبيرة وثقيلة، سمعنا أنه بقي بسبب ضخامة المبلغ المالي الذي سيترتب على الوصل دفعه في حال إقالته، ولكن إقالة الرجل أو قبول استقالته «بالتراضي»، بعد أول جولة من انطلاق الدوري، ليكون أول ضحية في موسم 2020 -2021، جعلتني أتساءل عن التوقيت فقط، فكل الفرق تخسر، وقبل الوصل خسر العين من خورفكان بالأربعة، فيما فاز الوصل على الوحدة، وبالتالي خسارة مباراة قد لا تكون «القشة» التي قصمت ظهر «ريجي»، بل ما تراكم من سوابق، أو ربما اتفاق «مسبق» بين الطرفين على موضوع معين، جعل «ريجي» يغادر الكرة الإماراتية «ربما مؤقتاً»، فهو عاشق للمنطقة، وأعتقد أنه عائد لها إن عاجلاً أم آجلاً، هذا إن تركها أساساً.
أنا شخصياً لست مع سياسة «تفنيش» المدربين، حتى وإن أحدثت «التفنيشات» صدمات «إيجابية» لبعض الفرق، وأنا مع الاستقرار ومع البناء، مع يقيني أن عالم كرة القدم الذي لا يعترف إلا بالنتائج، من الصعب جداً أن يكون هناك بناء زائد نتائج متراجعة، في الوقت نفسه، ولكني أيضاً أعرف أن المدربين يعرفون يقيناً، أن مهنتهم تتطلب القبول بـ «التفنيش» في أي لحظة، وهذا ما يجعل وقع صدمتها عليهم ضئيلاً، وربما حتى غير موجود، ولهذا بات «ريجي» الضحية الثالثة، بعد الإسباني كانيدا مدرب خورفكان، الذي اعتذر قبل بداية الدوري، ومواطنه مانويل خيمينيز مدرب الوحدة.
همسة أخيرة
51 مليون ألف مبروك لصحيفة «الاتحاد» عيد ميلادها الأول، بعد نصف قرن من العطاء والتميز والبصمة محلياً وعربياً.