بقلم - ماجد الرئيسي
تعلم الإمارات عندما أخذت قرار معاهدة السلام مع إسرائيل ردة الفعل التي رأيناها، سواء من مواقف رسمية أو شعبية، ولأننا في محيط الظواهر الصوتية، أصبحنا نملك المناعة الكافية للتعامل مع الذين تعودوا على مشاهدة الأزمات، والجلوس في صفوف المتفرجين، دون التفكير في إيجاد الحلول لها، والاكتفاء بالنهوض بين فترة وأخرى للصراخ من باب تسجيل موقف وحضور.
على الجانب الآخر، ورغم حساسية الموضوع وخصوصيته على المستوى العربي، ظهرت أصوات مثلت الجانب العقلاني تجاه معاهدة السلام.
أدركت الأصوات العقلانية أن موضة الشعارات التي عبرت المحيط إلى الخليج انتهت بعد 70 عاماً من التشبع بها، دون أن تحقق تلك الشعارات والمزايدات حلولاً فعلية على الأرض ولصالح الفلسطينيين، وهنا تعيدنا الذاكرة إلى فترة ما يسمى بالربيع العربي، عندما ظهرت الإمارات بموقفها الواضح والمعلن، بأنها ضد هذا الخراب الذي تبنته جماعة «الإخوان» الإرهابية.
وعندما تحركت الإمارات اتُّهمت الأخيرة بحربها ضد الإسلام! نظراً لذات الأفكار التي زرعت في أذهان المجتمعات، بأن جماعة «الإخوان» هي جماعة محافظة، تدعو إلى التمسك بالدين، وغيرها من الشعارات العاطفية الكاذبة التي من شأنها تعطيل عجلة التفكير.
سيناريو اتهام الإمارات بحربها ضد الإسلام! بسبب موقفها من «الإخوان» الإرهابية هو السيناريو ذاته الذي يتكرر مع معاهدة السلام، لكن تبقى المحصلة التاريخية في وقف زيادة الدمار في الجحيم العربي، وتجميد مشاريع الضم التي أعلنت عنها إسرائيل.
لا ينبغي أن نوجد التبريرات بعد النتائج التي تحققت بالمعاهدة، وإذا أردنا انتظار جميع الأطراف وإرضائهم لتحقيق السلام، فإن الأزمات التي تعصف من حولنا لن تحل، وستبقى قائمة على وضعها يتغذى عليها المتاجرون بها، وخلال السنوات العشر الماضية حدثت أمور بالغة الأهمية، أكدت على أنه من المستحيل أن تتوافق جميع الدول، وخصوصاً الدول العربية على الإجراءات والقرارات الحازمة لمعالجة الأزمات.