بقلم : صالح المنصوب
يتساءل الكثير من القراء والمتابعين عن سبب الكتابات البعيدة عن التفاؤل والتي لا توجد فيها مساحة للتفاؤل .
فالصراحة أن الكاتب لايستطيع نشر غير الحقيقة المحاصر بها من كل زوايا الواقع المر سياسياً واقتصادياً وامنياً والقفز عليها أو فرش المرحلة البائسة في كل تفاصيلها بالورود فهذا نوع من المزايدة والتضليل ، فمن الظروري طرح القضايا بوضوح ليرى من لا يرى ويمارس الضغط حتى يكون هناك حلول ومعالجات لها .
نتجنب الكتابة كثيراً في ظل وضع بالغ التعقيد ومحفوف بالمخاطر وتراكمات معقدة داخل بلد تسوقه قيادات حظيت بمناصب أكبر منها .
نصمت كثيراً وقلوبنا مليئة بالقهر لحال البلد شمالاً يلعب به الفكر القادم من قم ممارساً التجويع والإذلال وشرعية يتيمة تحاول بعض مكوناتها هدم المعبد .
كل ذلك ندماً على من أحرقوا أيامهم والسنين في النضال من أجل العدالة والعيش الكريم والتي كانت النتائج مختلفه فقد شيطنوا الأبرار و تم إزاحة الأخيار وصنعوا وحوشاً تأكل قوت الشعب وتهتف بإسمه ليل نهار . حتى أنهم ضاعوا الطريق الصحيح وسلكوا طريق الشيطان فلو كانوا قدوة لما وصلنا الى هذا الحال ولكنسنا أعداء الحياة والفكر التعايش والسلام خلال عام ، فبقاء الوضع ملغوم والحرب مشتعله والفوضى قائمة تخدم من لايهمهم وطن وكلما طالت رحلة الحرب زادت أموالهم الحرام .
لست متشائم كما يتصور البعض بل الفوضى وأدواتها المتعبة لا نستطيع تجميلها وغض الطرف عنها.
فالسنوات تمضي دون معالجات سوى مزيداً من مكافأة الفساد والإنقسام والفوضى والظلم الذي أصبح محمي بالقوة ومسنوداً بالسلطة ، كل يوم تسمع عن تقارير قنوات فضائية محسوبة على مكونات الشرعية تبحث عن منافذ لتغذية الفتنة موجهة حملتها لتطالها وتتناسى العدو الحقيقي للوطن .
كل يوم ترى وتشاهد قضايا ظلم وانتهاكات لكن لأن أصحابها مساكين لا تتحول الى قضية رأي عام وإزاحة الفاسد الصغير لا تراه الا بعد صراعه مع فاسد كبير والقضية خلاف على النسبة فقط أما الوطن خارج حساباتهم .
سأصبح أكبر متفائل في الكون إذا تم القضاء على مغول العصر من حولوا الوطن إلى خرابه والشعب إلى جائعين ، سوف أطرد كل حصار اليأس المسيطر على قلبي اذا وجدت الوطن كامل السيادة و تم توحيد القوة العسكرية تحت رعاية مؤسسة واحدة وهدف واحد من الساحل إلى عدن ومن حضرموت إلى مأرب ، وأكثر تفاؤل إذا رأيت الأخيار هم من يقود المرحلة وتجد مصاصي دماء الشعب وثرواته ومن ظلموا واستباحوا وقد نصبت المشانق لرقابهم .
بدون ذلك سنبقى في حصار بين جدران اليأس في واقع لا تجد فيه إشارات تقودنا إلى النجاة .