حين يصبح التحرير تهجيراً وعودة
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الأحد 2 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

حين يصبح التحرير تهجيراً وعودة

حين يصبح التحرير تهجيراً وعودة

 صوت الإمارات -

حين يصبح التحرير تهجيراً وعودة

بقلم : رضوان السيد

إذا كان وقف النار في غزة وجنوب لبنان انتصاراً في نظر «حماس» و«حزب الله»، فلماذا إذن الهجوم على إسرائيل من البداية ثم استجداء وقف النار الذي كان قائماً قبل عملية «طوفان الأقصى»؟! هل طعم وقف النار بعد حرب عامٍ و3 أشهر، لم يَبقَ فيها حجر على حجر في غزة وجنوب لبنان، يكون ألذّ بعد فَقْد عشرات الألوف وتهدم منازل مئات الألوف؟! ثم نحن لا نسأل عما تحرر من أرض؛ بل إلى متى يستمر الاحتلال الإسرائيلي في المناطق التي احتلها مؤخراً رغم الانتصار بالطبع. فبالتوازي مع اندفاع الحشود من جنوب قطاع غزة إلى شماله، دفع «حزب الله» عشرات من القرويين باتجاه المَواطن التي احتلتها إسرائيل وترفض الانسحاب منها بعد مهلة الستين يوماً، فكانت المذبحة وتعيير «الحزب» للجيش والدولة بعدم القدرة على اتخاذ القرار وعدم إصغاء الدوليين لرجائهم.

مع ذلك كله، أعلن الطرفان («حماس» و«حزب الله») الانتصار، واستشهدوا على شعبيتهم الغلّابة، رغم الكارثة، باندفاع الناس؛ وإنْ نحو الموت، كما يأمرونهم.

في لبنان تتكرر المحنة لجهتين؛ ففي عام 2006 هاجم «الحزب» إسرائيل، فردت بحرب شعواء ما توقفت إلا بعد شهرٍ ونيف. يومها كان «انتصار الحزب إلهياً»، وصار كل الذين لم يدعموا حربه خونة ومتآمرين. بينما الواقع أن إسرائيل احتلت 6 كيلومترات بالداخل اللبناني، ولم تنسحب من معظمها (وليس كلّها) إلّا عام 2010. وتحت وهج الانتصار المزعوم آنذاك استولى «الحزب» مع حلفائه؛ نبيه بري والجنرال ميشال عون، على الحكومات والمرافق؛ ومنها المطار والمرفأ، وصارت الحكومات تتشكل بأكثرياتٍ لمصلحتهم، وعندما يرتفع صوت مسيحي أو سُنّي تحدث اغتيالات وينزل «أصحاب القمصان السود» إلى شوارع المسيحيين والسُّنة مهددين وصارخين: «شيعة شيعة!»، وأخيراً، وبعد الهزيمة النكراء والتضحية بالمساكين؛ وبينهم 9 أطفال، طافت الغوغاء بالشوارع كالعادة، وتوشك الحكومة العتيدة تتشكل بالشروط والظروف نفسها، إلّا إذا صمد الذين دعموا الرئيس والرئيس المكلف ورفضوا المشاركة في حكومةٍ هذا شأنها.

هو تاريخٌ يوشك أن يُنسى، ففي الصراع مع إسرائيل كانت الجيوش هي التي تقاتل فتنجح نصف نجاحٍ أو تفشل. ثم حلّت الميليشيات محلّ الجيوش، وفي طليعتها «منظمة التحرير» التي نجحت بعد خليطٍ من العمليات القتالية والتمردات السلمية بالداخل الفلسطيني في التوصل إلى «اتفاق أوسلو» عام 1993. وكانت وجهة نظر الرئيس السوري حافظ الأسد أن ياسر عرفات فرّط، وأنه كان بوسعه الحصول على صفقةٍ أفضل بكثير. ولذلك جرى دعم حركة «حماس» وتحويلها إلى فصيل أو فصائل مسلحة صارت تمارس أعمالاً قتاليةً في وسط المدنيين بالداخل الإسرائيلي بدعمٍ من «سوريا الأسد». وكما ثار الإسلامويون على ياسر عرفات، ثار اليمين الإسرائيلي على إسحاق رابين؛ شريك عرفات في الاتفاق، وقَتَله. واستمر الطرفان في التفاوض على إكمال تنفيذ الاتفاق، ومع عرفات، ثم مع حافظ الأسد، من دون جدوى، ومرة ينسحب ياسر عرفات في اللحظة الأخيرة، ومرة ينسحب الطرف الإسرائيلي. أما بعد موت حافظ الأسد ثم ياسر عرفات، وسيطرة شارون فنتنياهو على الداخل الإسرائيلي، فإنّ المفاوضات صارت نادرة، والتغييرات الأهمّ كانت تخلّي شارون عن غزة عام 2005، وانفراد «حماس» بالسيطرة عليها عام 2007. وتوالت الحروب والهُدَن بين إسرائيل و«حماس»، وكانت حرب «طوفان الأقصى» عام 2023 هي الرابعة. وعلى الدوام تفضّل إسرائيل «حماس» على «سلطة أوسلو» بالضفة.

بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، وصدور القرار الدولي رقم «1701» عام 2006، بقيت السيطرة على الجبهة لـ«الحزب» رغم وجود الجيش اللبناني والقوات الدولية، إلى أن هجمت «حماس» تحت عنوان «الطوفان»، وتدخل «الحزب» تحت عنوان «إسناد غزة»، فكانت حرب الإبادة على الجبهتين التي استمرت عاماً و3 أشهر، ولَمّا تنتهِ بعد.

لقد تعاظمت الآمال هذه المرة بتحرر لبنان من سيطرة «الحزب» ومع سقوط النظام السوري، وبتحرر غزة وفلسطين من «حماس». لكنّ الظاهر حتى الآن بقاء الأوضاع على حالها كما قبل الحرب في غزة ولبنان. فـ«حماس» لا تزال تستعرض حشودها في غزة كأنه لم يحدث شيء، و«حزب الله» يكتسح بالدراجات النارية شوارع بيروت، والحكومة قد لا تتشكل.

منذ عقود، ومع حلول زمن الميليشيات، صارت الحروب «حروب تبرير لا تحرير»، والجمهور يعدو وراء الميليشيات، أما الدول والسلطات فتتصدع إلى ما لا نهاية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين يصبح التحرير تهجيراً وعودة حين يصبح التحرير تهجيراً وعودة



GMT 23:30 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

كيف فكك المغرب خلية داعش؟

GMT 23:29 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

مطرقة ترمب على خريطة العالم

GMT 23:28 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

والآن أميركا تنقض الحجر العالمي الأول

GMT 23:28 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

مستقبل الحرب في أوكرانيا

GMT 23:27 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

ضحايا لبنان والعدالة الانتقالية

GMT 23:26 2025 السبت ,22 شباط / فبراير

« 50501 »

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 12:16 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 08:24 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

ايلاينر منقار العصفور لـ مكياج فخم بالحجاب

GMT 18:31 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

قرأت لك " ثروة الأمم" كتاب قديم لكنه مهم

GMT 07:23 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

توتنهام يحقق حول العنصرية التي تعرض سون هيونج مين

GMT 14:43 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

حمد الكعبي أمينًا عامًا للاتحاد العربي للرياضة الجامعية

GMT 05:14 2013 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تساعد ليبيا على تطوير قطاعها السياحي

GMT 18:05 2015 الخميس ,22 كانون الثاني / يناير

اليابان تطلب إقامة معرض أثرى عن ملكات مصر

GMT 22:19 2015 الخميس ,19 شباط / فبراير

طفل مصري يفتتح معرضه التشكيلي الأول بـ95 لوحة

GMT 14:45 2015 الثلاثاء ,17 آذار/ مارس

"القتلة يحتفلون بالفالنتين" في دار "الحياة"

GMT 04:03 2015 الخميس ,29 كانون الثاني / يناير

أيادي تحكم مطلية بالذهب لـ"إكس بوكس" و"بلاي ستيشن"

GMT 22:11 2013 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

سماسرة متجولون يعودون إلى عقارات أبوظبي

GMT 18:44 2013 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البحث على المحرك الإلكتروني "غوغل" يضعف الذاكرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates