عزيزي الجاهل

عزيزي الجاهل

عزيزي الجاهل

 صوت الإمارات -

عزيزي الجاهل

محمد اليامي
بقلم - محمد اليامي

ذكرني تهاون البعض في الاحتراز من الجائحة ببيت أبو العلاء المعري:
أراك الجهل أنك في نعيم
وأنت إذا افتكرت بسوء حال
وهو تذكير مسبب فالشاعر لقب بـ"رهين المحبسين"، العمى والمنزل، وبودي لو يرتهن البعض لمحابسهم الطوعية في منازلهم إذا لم يكن هناك ضرورة، طالما أنهم مصابون بالعمى ولا يرون ارتفاع أرقام الإصابات مجددا هنا، وانفجارها في موجة جديدة في كثير من الدول، وبعضها مجاور لنا.
لا أجد كلمة أقرب لوصف حال المستهتر بالتعليمات من كلمة الجهل، فالجاهل ليس فقط من لا يعلم، بل هو أيضا من يرى أو يعتقد الشيء خلاف ما هو، والبعض - هداهم الله - يرون أن الجائحة والعدوى والاحترازات مبالغة أو غير ضرورية، والأسوأ هم من يربطون الأمر بالتوكل دون القيام بالفعل القبلي اللازم للتوكل، "اعقلها"، أي احترز واستمع للتعليمات وطبقها، ثم توكل.
كما تظهر الأزمات معادن الناس، فهي أيضا تصفي عقولهم فيظهر فهم البعض لما يدور في الواقع، ويظهر جهل البعض الآخر، فيقترب الفاهمون من الإنسانية الواجبة في هذا المقام، إنسانية حماية أنفسهم ومن يحبون، ويبتعد أولئك عنها لأنهم يعرضون أنفسهم وبشرا مثلهم للخطر.
التحذير الذي كرره وزير الصحة يذكرنا فورا بالحظر، وهو أمر لا نريده جميعا، ليس فقط لأن فيه الحبس، وأخذ من التزم بجريرة من لم يفعل، ولكن لأن فيه خسائر كبيرة لكثير من الرجال والنساء تضعف أو تنقطع مداخيلهم، وتتأثر أعمالهم الصغيرة أو وظائفهم.
أيضا في التشديد إرهاق لرجال الأمن ورجال وسيدات الصحة، الأبطال الذين يواصلون العمل لحمايتنا وراحتنا، وتنفيذ تعليمات ولاة الأمر بالمحافظة على حياتنا، حياتنا التي أراها مقارنة بمعظم شعوب الأرض مستمرة بوتيرة جيدة لأن تعاملنا والتزامنا كان ممتازا، ولعله يظل كذلك إذا سلمنا من الجهلة والعابثين.
عزيزي الجاهل، أرجوك لا تكن "أغوى من غوغاء الجراء" كما يقول المثل، والغوغاء في بعض المعاجم الجراد إذا ماج بعضه في بعض قبل أن يطير، أو "لا تطير في العجة" كما في المثل الشعبي، فالجائحة قائمة، والعدوى احتمالاتها تزيد كلما فرطت، وكلما لاحقت أو انضممت إلى مجموعة جهلاء آخرين، لا يطبقون التعليمات، ويستهترون بأنفسهم، وأنفس الناس، وبجهد ومال وإمكانات وأكثر من عام من العمل المضني لاحتواء الجائحة، لحمايتك وحماية حياتك ومن تحب.
تعوذ من الشيطان، ضع كمامتك، وتباعد جسديا، وأرسل لمن يدعوك لمناسبة أو وليمة دعواتك الصادقة المحبة، فستوفر عليه وعلينا وعلى حكومتنا كثيرا من الألم والمشقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عزيزي الجاهل عزيزي الجاهل



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates