استراتيجية احتيال

استراتيجية احتيال

استراتيجية احتيال

 صوت الإمارات -

استراتيجية احتيال

محمد اليامي
بقلم - محمد اليامي

قصص الاحتيال والخداع كثيرة، وكل يوم نسمع قصصا جديدة، ونرى ضحايا جدد، ولم تعد المسألة فقط غشا أو خداعا أو سرقة بيانات لسرقة الأموال، بل جاوزتها كثيرا، ولعلكم قرأتم هذه الأيام قصة الرجل الذي باع بذر التفاح على رجل آخر على أنه يزيد الذكاء والفطنة، وهي قصة شهيرة.
القصة من مرويات النكت والطرائف، وسمعتها قبل أكثر من عشرة أعوام، وهي عاودت الانتشار هذه الأيام، ولعل هذا أحد أدلة اجترار القديم عند انعدام الجديد.
المغزى الأعمق من الطرافة وشطارة طرف أكثر من آخر، أن المشتري في القصة وكل قصة احتيال، حركته غريزة الطمع، الغريزة التي تسبب وقوع كثير من الناس في فخاخ الاحتيال، الفخاخ التي تتطور باستمرار، لكنها دوما تنجح - عندما تنجح - إذا صادفت الطماع.
استراتيجية الارتكاز على الطمع المادي بدأت تتغير نحو استراتيجية "الطمع" في الصيت أو حتى الأجر، ورصدت أن المحتالين الجدد، وأغلبهم من النساء أو ممن يدعون أنهم نساء، ينشؤون حسابات في مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي بأسماء وصور تبدو حقيقية، وينشرون محتواهم لأشهر قبل أن يراسلوا الضحية المستهدفة بطلب مساعدة محتاجين صادفوهم أو يعرفونهم، وللتأكيد يرسلون رقم هاتف صاحب أو صاحبة الحالة التي تبرعوا لها، لكنهم يريدون أن يدلوك على فعل الخير.
إحدى سمات هذه الحسابات، أنها بأسماء وصور خليجية، لكنها تدلك على المحتاج الذي يطلبون التحويل إليه في دول أخرى، ولم يصدف أن كان في دولتهم التي يدعون أنهم منها.
الاحتيال يتطور كما تتطور وسائل مكافحته الرسمية، ومكافحته الشعبية ترتكز على الوعي والفطنة وتحكيم العقل في كل عرض مغر وغريب يأتيك من غرباء، وهذا ما انتبه إليه المحتالون الجدد، فلجأوا إلى تكوين صداقات طويلة الأمد مع عدد كبير من الناس، ثم يبدأون بهم واحدا تلو الآخر.
منصات التواصل بات بعضها مثل مقهى الحي أو حديقته، يجتمع فيها مجموعة من الناس كل يوم لتبادل المحتوى العادي أو المميز، والفارق أن هذا المجتمع الصغير يسهل اختراقه من قبل المحتالين، خاصة إذا تخفوا خلف محتوى لا بأس به يجعل المتابع يحترمهم، ثم يثق بهم.
احذروا كثيرا، فالقضية ليست فقط خسارة مالك على أنها مسألة مهمة، القضية فيها أمنك وأمن وطنك في بعض الحالات.
أخيرا، لو صادفك مثل هؤلاء في منصات التواصل، رد عليهم "سبقتي بالخير، كنت سأدلك على فقراء أشد حاجة".

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استراتيجية احتيال استراتيجية احتيال



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates