مكاسب الشدة

مكاسب الشدة

مكاسب الشدة

 صوت الإمارات -

مكاسب الشدة

محمد اليامي
بقلم - محمد اليامي

في تقديري أن دراسة "تداعيات الحظر الكلي والجزئي على الأسرة في المجتمع السعودي"، التي أعدها مجلس شؤون الأسرة بالتعاون مع جامعة الملك عبدالعزيز، تعد ضمن "علم اجتماع الأوبئة"، الذي يهتم بدراسة آثار الأوبئة، ولعل الدراسة اختارت جزئية مهمة هي "الحظر"، كونها التجربة الأولى للسعوديين أو أغلبهم.
رغم أن الحظر كتجربة لا يعد أمرا مستحسنا، كونه نتيجة نظامية أو موضوعية لجائحة، إلا أنه وتبعا لنتائج الدراسة التي غطت عينتها جميع المناطق وشملت السعوديين والمقيمين، فإن الآثار في تفكير وسلوك الأسرة كلها، وفي أفرادها، كانت إيجابية، ربما لأن الجائحة والحجر تعدان من "الشدائد" والملمات. أهم أرقام الدراسة - وكل ما فيها مهم - أن 69 في المائة من العينة رأت أن الحظر المنزلي زاد من الوعي الصحي، وأن 74 في المائة ذكروا أنهم سيصبحون أكثر حرصا في التعامل مع الأمراض الوبائية، فيما رأى 91 في المائة أن الحظر أسهم في تعزيز العلاقات والتواصل والحوار الفاعل، واستشعار أهمية توزيع الأدوار والمهام المنزلية، ومشاركة الوالدين لأبنائهم في الألعاب الجماعية.
على المستوى الاقتصادي، أفادت عينة الدراسة بأن الحظر المنزلي أسهم في تعزيز ثقافة الادخار، 56 في المائة، وتوجهت 45 في المائة من الأسر إلى تدريس أبنائها في مدارس حكومية بدلا من المدارس الخاصة، فيما اعتمدت 76 في المائة على الطعام المنزلي بدلا من المطاعم والوجبات السريعة.
الادخار والأكل من طعام المنزل فائدتان عظيمتان جدا ينبغي التركيز عليهما مستقبلا من قبل الأسر نفسها، ومن قبل الجهات ذات العلاقة في الحكومة، لأن آثارهما الاقتصادية والصحية والاجتماعية كبيرة وعميقة على مستقبل الأجيال.
هذه الجائحة كشفت الإنسان في كل مكان أمام نفسه، اكتشف هشاشته وضعفه أمام مخلوقات أخرى، وأمام الطبيعة التي أفرط في الانتقاص منها، وبالطبع أمام نفسه التي ربما أفرط في تضخيمها، كأنا، وذات توهمت أنها بلغت أوج الحضارة.
ضاعفت هذه الجائحة من استخدام الإنسان عقله، العقل الذي أخبره بأن عليه أن يزيد من وعيه الصحي، ومن ادخاره، ومن علاقته بأسرته - كما أثبتت الدراسة - ومن زيادة تفاعله مع المجهود الحكومي والشعبي، وهو - كما أفترض - سيخضع عقله والعقل الجمعي لنقد مختلف يساعده على العثور على ما فقده في مراحل تطوره السابقة.
شكرا لمجلس شؤون الأسرة على هذا الثراء والإثراء الاستدلالي، الذي يجب أن يحفز الباحثين للمزيد، والمجتمع للاعتبار والمحافظة على مكاسب هذه الشدة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكاسب الشدة مكاسب الشدة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 18:09 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميمات مختلفة لسلاسل من الذهب رقيقة تزيدك أنوثة

GMT 11:26 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الصين تتسلم الدفعة الأولى من صواريخ "أس-400" الروسية

GMT 16:28 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

تسمية بافوس القبرصية عاصمة للثقافة الأوروبية

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:16 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 17:14 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بن راشد يُصدر مرسوماً بضم «مؤسسة الفيكتوري» إلى نادي دبي

GMT 01:20 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

نبضات القلب المستقرة “تتنبأ” بخطر وفاتك!

GMT 02:41 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

"الفاتيكان" تجيز استئصال الرحم من المرأة لهذا السبب فقط

GMT 23:19 2013 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

"Gameloft" تستعرض لعبة "Asphalt"بهذا الصيف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates