الإرادة الجماعية

الإرادة الجماعية

الإرادة الجماعية

 صوت الإمارات -

الإرادة الجماعية

محمد اليامي
بقلم - محمد اليامي

تستنهض الحكومة السعودية هذه المرة "الإرادة الجماعية" للقضاء على آفة اقتصادية مزمنة هي "التستر" - أتحفظ على وصفه بالتجاري فقط - وإحداث التغيير الذي سيتجاوز الأثر الاقتصادي إلى الآثار الاجتماعية العميقة.
بهذا الزخم الذي أطلقت به حملة التصحيح وبهذا العدد من الجهات المشاركة ستتحقق نتائج جيدة في الانتقال من الوضع الذي نحن فيه أو عليه، إلى الوضع الذي ينبغي أن نكون عليه كمجتمع يفترض أن جميع أفراده يتفقون على هدف تطوير وتحسين أحوال السوق، وأحوال الناس المجتهدين فيه من المواطنين والمقيمين.
هناك "استنهاض" للهمة، وعدد كبير من الجهات التي ستشكل منظومة "الحلول" التي تبدو هذه المرة وخلال فترة التصحيح الممنوحة "واقعية" بطرحها صيغ البيع والتنازل، والشراكة، ونقل الملكيات، وتحويل الأعمال إلى الاستثمار الأجنبي عند الرغبة.
إننا نتحدث اليوم عن اقتصاد خفي مهدر بمئات مليارات الريالات التي لا تدخل الدائرة الاقتصادية الوطنية باعتبار كثير من أرباحها غير نظامية، ويتم تحويلها أو "تهريبها"، وما يجب التركيز عليه خلال فترة التصحيح، وفي الخطاب التوعوي الموجه للمواطنين بالذات هو أن هذا إخلال بالتنمية الاقتصادية، التنمية التي تهدف إلى تشجيع الأفراد على العمل، والإنتاج، والإخلاص للوطن والمجتمع، والحرص على المصلحة العامة.
أما الخطاب الموجه للمقيمين "المتستر عليهم" وأتمنى أن يكون بعدة لغات فيجب أن يركز على مكاسب حفظ حقوقهم، وفتح الفرص أمامهم للنمو وتوسيع أعمالهم تحت مظلة الأنظمة والقوانين.
لعلنا اليوم نعترف أننا تجاهلنا فترة واقع أن أكثر من نصف الأجانب المستقدمين دون مهارات أو خبرات يعملون لحسابهم الخاص وليس بالضرورة في المحال بأنواعها، لكن أيضا في المهن الحرة، ولا يمكننا الادعاء أن التستر وحده هو السبب، لأن المتسترين مواطنون، لهم أبناء يرتضون أن يشتغلوا في وظائف سطحية بأجور منخفضة، دون أن يمعنوا النظر فيمن تستروا عليه، ويفكروا لو لوهلة، أن يربوا أبناءهم ليحتلوا مكانهم، وبدلا من التستر على أجنبي، يمكن تحقيق الستر لأبنائهم.
التستر كان له أثر في مجموعة القيم الأخلاقية، فهو أفضى إلى ترفع الناس عن العمل بأنفسهم في أنشطة مربحة، وهو أدى إلى تشوه النظرة إلى من يعمل بنفسه في متجر صغير، ولعلنا اليوم ننجح في إعادة توازن المجتمع وتكريس فكرة أن من يعمل في أي نشاط هم مواطنو أبناء أسر لها مكانتها الاجتماعية، فقيمة العمل كانت متفوقة على سطحية ثقافة العيب، ويجب أن تعود كذلك.
 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإرادة الجماعية الإرادة الجماعية



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:08 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

طريقة تحضير السبرنغ رول بالخضار

GMT 13:02 2018 الثلاثاء ,03 إبريل / نيسان

المعلمون يعلنون عن أهمية التعلم في الهواء الطلق

GMT 23:21 2016 السبت ,16 إبريل / نيسان

آبل تستعد لبيع هاتفها المليار

GMT 16:04 2016 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

شروط جديدة للراغبين بشراء الوحدات العقارية على الخارطة

GMT 13:41 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

تراجع أعداد الحشرات يُهدّد بحدوث انهيار للطبيعة

GMT 00:46 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إبراهيم عيسى يؤكد أن حراسة النصر مسؤولية كبيرة

GMT 15:56 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

"سم العناكب" يعالج أحد أخطر أنواع السرطان

GMT 14:54 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تطبيق الرسائل الخاص بـ"فيسبوك" يختبر ميزة جديدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates