بقلم : جهاد الخازن
قال جرير لأمامة:
حيُّوا أمامة واذكروا عهدا مضى / قبل التصدع من شماليل النوى قالت بليت فما نراك كعهدنا / ليت العهود تجددت بعد البلى أأمام غيرني وأنت غريرة / حاجات ذي أرب وهم كالجوى قالت أمامة ما لجهلك ما له / كيف الصبابة بعد ما ذهب الصبا
نظم في امتداح الخليفة عمر بن عبدالعزيز وبدأ بالغزل: قلبي حياتي بالحسان مكلف / ويحبهن صداي في الأصداء إني وجدت بهن وجد مرقشٍ / ما بعض حاجتهن غير عناء
وقال أيضاً: سئمت من المواصلة العتابا / وأمسى الشيب قد ورث الشبابا لقد أقررت غيبتنا لواشٍ / وكنا لا نقر لك اغتيابا تطيب الأرض إن نزلت بأرض / وتسقى حين تنزلها الربابا أهذا البخل زادك نأي دار / فليت الحب زادكم اقترابا
وقال عن صاحباته: بان الخليط فما له من مطلب / وحذرت ذلك من أمير مِشغَب نعب الغراب فقلت بين عاجل / ما شئت إذ ظعنوا لبين فانعب إن الغواني قد قطعن مودتي / بعد الهوى ومنعن صفو المشرب وإذا وعدنك نائلا أخلفنه / وجعلن ذلك مثل برق الخلّب
وقال في بدء مدح سليمان بن عبدالملك: هل ينفعك إن جربت تجريب / أم هل شبابك بعد الشيب مطلوب تبدو فتبدي جمالا زانه خفر / إذا تزأزأت السود العناكيب هل أنت باكٍ لنا أو تابع ظعنا / فالقلب رهن مع الأظعان مجنوب
يحيي صواحبه:
ألا حيّ ليلى إذ أجدّ اجتنابها / وهرّك من بعد ائتلاف كلابها وكيف بهند والنوى أجنبية / طموح تنائيها عسير طلابها عجبت لمحزون تكلف حاجة / اليها فلم يردد بشيء جوابها حمى أهلها ما كان منا فأصبحت / سواء علينا نأيها واقترابها
في هجاء الراعي النميري: أقلي اللوم عاذل والعتابا / وقولي إن أصبت لقد أصابا سألناها الشفاء فما شفتنا / ومنتنا المواعد والخلابا أباحت أم حزرة من فؤادي / شعاب الحب إن له شعابا
وقال في دعد: يا دار أقوت بجانب اللبب / بين تلاع العقيق فالكثب حيث استقرت نواهم فسقوا / صوب غمام مجلجل لجب لم تتلفع بفضل مئزرها / دعد ولم تغذ دعد بالعلب
وفي ذكر الأحباء والمنازل: ألا زارت وأهل منى هجود / وليت خيالها بمنى يعود حصان لا المريب لها خدين / ولا تفشي الحديث ولا ترود وتحسد أن نزوركم ونرضى / بدون البذل لو علم الحسود
قال في فاطمة: ألا حيّ الديار بسعد إني / أحب لحب فاطمة الديارا أراد الظاعنون ليحزنوني / فهاجوا صدع قلبي فاستطارا أبيت الليل أرقب كل نجم / تعرّض حيث أنجد ثم غارا
وقال في بعض من أحب: ألا ليت ان الظاعنين بذي الغضا / أقاموا وبعض الآخرين تحمّلوا فيوما يجارين الهوى غير ما صبا / ويوما ترى منهن غولا تغول سرى نحوكم ليل كأن نجومه / قناديل فيهن الذبال المفتل
وله أيضاً: أغرّك مني أنما قادني الهوى / اليك وما عهد لكن بدائم ألا ربما هاج التذكر والهوى / بتلعة إرشاش الدموع السواجم