عندي كتب عدة صادرة عن دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع، وأرجح أنني قرأتها كلها، وربما قرأت بعضها مرتين أو أكثر، كما حدث مع الكتاب "نزار قباني، شاعر لكل الأجيال" فقد وجدت في هذا الكتاب كلمة لي عن الصديق العزيز الراحل، وكيف كنت أتلقى شعره ومقالاته بخوف من المنع في هذا البلد أو ذاك
قرأت للدكتورة الصديقة العزيزة جداً مرة ثانية أو ثالثة ديوانها "وللعصافير أظافر تكتب الشعر" وهي أهدته الى زوجها الشيخ عبدالله المبارك الصباح، رحمه الله، فأختار منه اليوم
القصيدة الأولى في الديوان عنوانها "صيحة"، ولعلها عن الفلسطينيين، فأنقلها الى القارئ:
هبّ مع الأطفال في جمعهم / يهتف بالعودة في كل واد
وخرّ في الساحة مستشهدا / يردِّد الصيحة بين الوهاد
لا تتركوا السيف في غمده / فتارك السيف عدوّ الرشاد
وقبلوا المدفع يثأر لكم / ولا تبالوا بالليالي الشداد
في قصيدة لها عنوانها "الكويت" تقول:
أحبك كالشمس / تعطين ضوءك للعالمين / أحبك كالأرض / تعطين قمحك للجائعين / وتقتسمين الهموم / مع الخائفين / وتقتسمين الجراح / مع الثائرين
لها قصيدة أخرى عن الكويت عنوانها "مصدر السلطات"، ربما كتبت بعد احتلال بلدها، تقول فيها:
بفضلكم سنصنع الكويت من جديد / ونزرع النخيل في شطآنها / ونزرع الريحان / إن الشعوب دائماً / أقوى من الطوفان
قصيدتها عن بيروت جميلة وتقول فيها:
بيروت / يا قصيدة القصائد / يا عمري الجميل / مكتوبا على الرمال / والأصداف والغمام / ويا مكاتيب الفضا / ينقلها الحمام / بيروت / يا شعري الطويل / منثورا على الروشة / واليرزة والأشرعة البيضاء / يا فرحي / كطفلة ضائعة في شارع الحمراء / بيروت يا شفافة العينين / يا لؤلؤة بحرية / يا مهرة تصهل في ملاعب الحرية / يا وردة قد تركت أوراقها وعطرها / وأصبحت قضية
في قصيدة "التحدي" تقول:
ليس في إمكانهم / أن يقمعوا صوتي / ولا أن يقمعوني / ليس في إمكانهم / أن يوقفوا برقي / وإعصاري / وأمطار جنوني
الشاعرة الحبيبة تقول في قصيدة عنوانها "القناديل":
كيف لا نشكر من حررونا / من غلاة العنصريين / وأفواج التتار / كيف لا نشكر من ماتوا / ليبقى النخل والقمح وزهر الجلنار / والحروف الأبجدية / كيف لا نشكر من قد أشعلوا أعينهم / كالقناديل لكي يأتي النهار
الديوان يضم قصائد كثيرة عن الكويت منها "خارطة" وفيها:
كويت، كويت / لحرية الرأي فيك تراث طويل / وطفل المحبة بين ذراعيك طفل جميل / وزرع العروبة فيك قديم قديم / كهذا النخيل
الشيخة الشاعرة تقول في القصيدة "عصافير لا تنام":
وأعين العشاق لا تنام / والشعر في الفجر لا ينام / يا ليتني مثل العصافير التي / تشتاق كل لحظة الى بلاد الشام
في القصيدة "أكبر… وأرحب" تقول شيخة الشعر:
الحب أكبر من جميع الأزمنة
والحب أرحب من جميع الأمكنة
وأختتم بقصيدتها "عبدالله المبارك":
أأبا مبارك كنت أنت قبيلتي / وجزيرتي والشاطئ المسحورا
يا من ذهبت وما ذهبت كأنني / في الليل أسمع صوتك البلورا
أنت الربيع فلو ذكرتك مرة / صار الزمان حدائق وعبيرا