قال الحسين بن منصور الحلاج:
يا نسيم الريح قولي للرشا / لم يزدني الوِرد إلا عطشا
لي حبيب حبّه وسط الحشا / إن يشأ يمشي على خدي مشى
روحه روحي وروحي روحه / إن يشا شئت وإن شئت يشا
وقال:
عجبت لكلي كيف يحمله بعضي / ومن ثقل بعضي ليس تحملني أرضي
لئن كان في بسط من الأرض مضجع / فقلبي على بسط من الخلق في قبض
وقال أيضاً:
مكانك من قلبي هو القلب كله / فليس لخلق في مكانك موضع
وحطّتك روحي بين جلدي وأعظمي / فكيف تراني إن فقدتك أصنع
وله كذلك:
إذا ذكرتك كاد الشوق يقلقني / وغفلتي عنك أحزان وأوجاع
وصار كلي قلوباً فيك داعية / للسقم فيها وللآلام إسراع
وقال:
صيرني الحق ها حقيقة / بالعهد والعقد والوثيقة
شاهد سرّي بلا ضميري / هذاك سرّي وذا الطريقة
وله:
جبلت روحك في روحي كما / يجبل العنبر بالمسك الفتِق
فإذا مسّك شيء مسّني / فإذا أنت أنا لا نفترق
وقال أيضاً:
فيك معنى يدعو النفوس إليكا / ودليل يدلّ منك عليكا
لي قلب له اليك عيون / ناظرات وكله في يديكا
وله:
عليك يا نفس بالتسلي / فالعزّ بالزهد والتخلي
عليك بالطلعة التي / مشكاتها الكشف والتجلي
قد قام بعضي ببعض بعضي / وهام كلي بكل كلي
وقال:
مزجت روحك في روحي كما / تمزج الخمرة بالماء الزلال
فإذا مسّك شيء مسّني / فإذا أنت أنا في كل حال
وله:
ثلاثة أحرف لا عجم فيها / ومعجومان وانقطع الكلام
فمعجوم يشاكل واجديه / ومتروك يصدقه الأنام
وباقي الحرف مرموز معمّى / فلا سَفَر هناك ولا مقام
وقال:
تفكرت في الأديان جِدّ محقق / فألفيتها أصلا له شعب جمّا
فلا تطلبن للمرء دينا فإنه / يصدّ عن الأصل الوثيق وإنما
يطالبه أصل يعبر عنده / جميع المعالي والمعاني فيفهما