بقلم - ضرار بالهول الفلاسي
«توّك صغير على اللعب يا (…)»، من أشهر الأغاني والأهازيج الشعبية الرياضية التي ترددها الجماهير في حالة الفوز على الخصم، وغالباً بنتيجة إيجابية كبيرة، وهي تدل على أن الفريق المهزوم بحاجة إلى المزيد من الخبرة والممارسة، حتى يصل أو يلحق بالركب، أو بمستوى الفريق الفائز.
أفضل دائماً في الاجتماعات استخدام أسلوب الإصغاء، وليس الاستماع، لأن هناك فرقاً بين الاثنين، فالاستماع يكون بقصد من أجل الاستفادة، قال الله تعالى: {وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ} [الأحقاف: 29]، والإصغاء حيث التركيز وتفاعل القلب والمشاعر، قال تعالى: {إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} [التحريم: 4].
وهنا أحب أن أذكركم بموقف حدث لي في أحد الاجتماعات، بالإصغاء يمكنك أن تكوّن فكرة شاملة للموضوع، ما يمنحك فرصة لترتيب أوراقك وأفكارك لرد، وقبل أن أبدأ وإذا بأحد الزملاء يهمس في أذني: قول كذا وقول كذا ولا تقل كذا! وللعلم هذا الزميل في يوم ما كان يتدرب على يديّ، ولم أبخل عليه بذرة معرفة أو معلومة، فرمقته بنظرة كانت قاتلة، وكافية لجعله يعود إلى رشده.
المفاجأة كانت بعد أن انتهيت من الكلام والشرح؛ فإذا به يعود ويمدح، ويقول: «والله ردك كان مفحم وقوي»، فقلت له: «ليش كان عندك شك يا فلان؟»، «والا نسيت يوم كنت تقول أنت إنسان ملهم ومعلم أو بالإنجليزي My Mentor؟!»، مؤسف جداً ما نشاهده من الشباب هذه الأيام، وهو عدم رغبتهم في التعلم، واستعجالهم الأمور «فمن أول يوم يداوم يبغي يكون مدير، واللي تبغي تكون وزيرة!»، الطموح جيد، لأنه الوقود المحرك لعجلة التقدم، أما خلاف ذلك فيسمى «طمعاً».
التدرج الوظيفي مهم جداً، فكل منا يطمح إلى الوصول لمنصب أعلى، لذا علينا أن نعمل بكل جهدنا، ونستغل مهاراتنا ومواردنا أفضل استغلال، حتى نتدرج في وظيفتنا إلى الأحسن.
«تدل دربها»:
الطموح السلبي - أنا أسميه الطموح الأعمى - هو أشد ضرراً بصاحبه، وقد يهوي به في أي لحظة، فالمثل الإماراتي يقول: «توه طالع من البيضة!»، تفهم ما تفهم مشكلتك.
belhouldherar@gmail.com
dbelhoul @