بقلم - ضرار بالهول الفلاسي
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، استقبل شعب الإمارات العربية المتحدة، كغیره من الشعوب العربیة والإسلامیة كافة، نبأ رحیل الشیخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمیر دولة الكویت، ففي رحیل ھذا الفارس العربي، تفقد الأمتان العربیة والإسلامیة، أحد أبرز قادتها، ورجل دولة من الطراز الرفیع، ساهم بشرف في الحیاة السیاسیة الكویتیة والعربیة، فقدم ید العون للجمیع، وساعد بسخاء الكثیر من الدول، فكان المدافع والحریص على الكرامة الإنسانیة بكل أبعادها، لقد ترجل فارس الكویت، صاحب الرؤیة الثاقبة، والمواقف الإنسانیة الكبیرة، التي رفعت اسمه عالیاً، كأمیر للإنسانیة، بكل ما في الكلمة من معنى، وھو ما دفع بالأمم المتحدة إلى اختیاره في عام 2014، قائداً للعمل الإنساني، واختیار الكویت مركز العمل الإنساني العالمي.
ویحق لشعب الإمارات، أن ینضح بالحزن على رحیل هذا القائد العربي الكبیر، فهو الشعب الذي تربطه بدولة الكویت وبأشقائه من الشعب الكویتي، وشائج المحبة والتعاون والتاریخ المشترك، بل والعلاقات العائلیة أیضاً.
فالعلاقات الإماراتیة الكویتیة، علاقات قدیمة، تجذرت على مدى التاریخ، ومثلت خیر تمثیل، العلاقات الأخویة الصادقة، التي ترجمت على الأرض تعاوناً وثیقاً، قاد إلى توقیع اتفاقیة بشأن لجنة علیا مشتركة بین البلدین في عام 2006، كما منح صاحب السمو الشیخ خلیفة بن زاید آل نهيان رئیس دولة الإمارات العربیة المتحدة، هذا القائد العربي الكبیر، وسام زاید، أرفع وسام في الإمارات، في العام نفسه، تعبیراً عن حب واحترام الإمارات لشخصه، ولدولة الكویت والشعب الكویتي الشقیق.
وإذا كان من كلمة یمكن أن نقولها في رحیل الشیخ صباح الأحمد الجابر الصباح، فهي أنه لیس خسارة للكویت والشعب الكویتي فقط، وإنما ھو خسارة للإمارات وشعبها، وللأمتین العربیة والإسلامیة، لما كان یتمتع به هذا الراحل الكبیر من عمق في الرؤیة، وحنكة سیاسیة، جعلته محط إعجاب واحترام العالم بأسره.
أما عزاؤنا برحیله، فهو أنه عاش إنساناً، ورحل إنساناً، بكل ما تعنیه الكلمة من معنى.