بقلم - حمد الكعبي
تجني الإمارات كل يوم ثمار صدقيتها واتزانها في المشهد الدولي. الحفاوة الصينية بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، تؤكد مكانته قائداً عربياً واثقاً بقدرة بلاده على مجاراة العالم المتقدم، فاسم الإمارات بات مرادفاً للدول الحديثة التي حققت معدلات عالية في التنمية والازدهار، في عقود قليلة، مثل غيرها في آسيا، القائدة المقبلة للقارات.
نحب أن نرى كيف يستقبل بلد عظيم مثل الصين قائداً إماراتياً. وسم زيارة سموه تصدر ترند الإمارات في وقت قصير. تابعنا الاستقبال الاستثنائي الذي بدت فيه احتفالات تراثية وشعبية، ولاحظنا ارتفاع مستوى الحفاوة في الضيافة، وهذا شأن أساسي لبنات وأبناء الإمارات، يزيدنا ثقة وطموحاً ببلادنا وقيادتنا، فنحن نعرف أن بلادنا نجت من شرور السنوات الماضية في المنطقة بالحكمة والولاء للبيت المتوحد، وأن العالم ينظر إلى ذلك بكثير من الإعجاب الواضح في عمق العلاقة بين صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس الصيني شي جي بينغ.
أحببنا ما رأيناه، وندرك أن الشعب الصيني يعرف كثيراً عن الإمارات، فمعهد الشيخ زايد لتدريس اللغة العربية في بكين، يخرِّج أفواجاً من الصينيين الناطقين بالعربية، منذ العام 1994، وقد تكفل ببنائه وتجهيزه، رحمه الله، ومد بزيارته إلى الصين في العام 1990 جسوراً قوية لعلاقة مثالية بين البلدين، تتعدى مفهوم التعاون إلى الشراكة، في إطار من الاحترام المتبادل للخصوصيات الحضارية بين الشعبين.
يعرف الصينيون ثقافتنا وتقاليدنا، فشبابنا تعلموا اللغة الصينية ويدرسون في جامعاتهم، وبلادنا رحبت بهم، مقيمين وسياحاً ورجال أعمال، واستضفنا احتفالاتهم الثقافية والتراثية، وكذلك مطبخهم العريق، وأزياءهم الشعبية، قبل الشركات والاستثمارات، لأننا نؤمن بأهمية التواصل الثقافي مع الشعوب، والانفتاح على حضاراتها في التقارب بين البشر، وهذا يجعل المصالح المشتركة أكثر نماء واستقراراً.
ثم إن لقاء سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، بنظيره الصيني وانغ يي، أنتج تشبيهاً جميلاً، حينما قال مستشار الدولة، وزير خارجية الصين، إن الإمارات ستصبح «لؤلؤة لامعة» على طول ممر «الحزام والطريق»، المشروع الصيني العملاق للاستثمار في مشروعات البنية التحتية في دول عديدة بين آسيا وأوروبا، إحياء لطريق الحرير القديم، وموقع الإمارات الحيوي بين القارات يؤهلها لتكون «لؤلؤة لامعة» فعلاً، إضافة إلى ميزات الأمن والاستقرار والاقتصاد المتنوع.
35 عاماً على بدء العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات والصين، وهذه هي الزيارة الرابعة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى بكين، واليوم يرتبط البلدان بشراكة استراتيجية، يجدر أن تكون مثالاً ناجحاً للانفتاح الذي ينعش الآمال والفرص.