رجل الأناضول المريض

رجل الأناضول المريض

رجل الأناضول المريض

 صوت الإمارات -

رجل الأناضول المريض

حمد الكعبي
بقلم - حمد الكعبي

كثيرة هي المآزق السياسية والاقتصادية التي يواجهها «الخليفة العثماني الجديد»، بعد أن أصبحت عباءة الدين التي يرتديها «شفافة للغاية»، فيما «اتسع الخرق على الراتق».
آخر استطلاعات الرأي تفيد بتدني شعبية أردوغان وحزبه بشكل لافت، في ظل توتر سياسي تعيشه بلاده، وأزمة اقتصادية تضغط على مواطنيه وتلقي بثقلها على كواهلهم، مخلّفة تداعيات اجتماعية وصحية ومعيشية، زادت من نسب البطالة ومعدلات الفقر، وارتفعت بالأسعار، وتراجعت بقيمة الليرة، فيما تضاءل هامش الحرية إلى حد بات معه آلاف الأتراك غير آمنين على أنفسهم وأسرهم.
وبدلاً من أن يتفرغ لإيجاد حلول لكل هذه الأزمات المزمنة، يواصل «الخليفة المزعوم» غطرسته، محاولاً صرف النظر عن تدهور نظامه وخسائره المتتالية داخلياً وخارجياً، ثم يعمد إلى تحميل دول خليجية مسؤولية فشله الذريع في معالجة كل هذه الملفات، بل ويزعم أن هذه الدول «لم تكن في الماضي، ولن تكون موجودة في المستقبل».
ندرك أن الكذب هو الحرفة الوحيدة التي يجيدها أردوغان ومن على شاكلته، بينما التشويه لديهم فنّ له مبادئه وقواعده وصعاليكه ولجانه الإلكترونية المحترفة في اختلاق الأزمات وإيقاع الجماهير في فخ الشائعات والدعاية المضللة. كما ندرك أيضاً بأنه صاحب تاريخ مليء بالعبث السياسي والانفلات، وأدنى مستويات الكياسة والدبلوماسية، مع كثير من «المحتوى الدعائي».
ونعي جيداً أن مثل هذه التصريحات تنم عن «حقد دفين» تجاه دول بعينها في المنطقة، كان لها دورها في إفساد الخطط التوسعية لـ«ذهنية عثمانية» تلهث وراء الهيمنة وبسط النفوذ وضرب الدولة الوطنية عبر مشاريع إقليمية مشبوهة هدفها بث الفوضى، وفتح المجال أمام الميليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية.
أما أردوغان، فيعرف جيداً أنه لا مجال للمقارنة بين حضارتنا العربية بما قدمته للبشرية، و«حضارة بائدة» لم تقدم سوى القمع والقتل والإبادة، فيما يمثل مجرد تفكير أردوغان في وقوف أسلافنا بوجهها تهديداً نفسياً مباشراً له شخصياً، ولمريديه من العثمانيين الجدد.
بقي أن نصحح لرجل الأناضول المريض معلوماته، بأن دولنا هي الأكثر استقراراً على المستوى الاقتصادي، والأكثر مناعة تجاه المخاطر السياسية، وبينما يمثل المستقبل له هاجساً، فإننا نمتلك مقوماته وأدواته، فيما سيظل موقفنا ثابتاً برفض تدخلاته في الشأن العربي، ودعم كل الجهود العربية والدولية لمحاربة الإرهاب الذي يتبناه، والميليشيات التي يدعمها، وسنظل رافضين لكل مشاريع التوسع والهيمنة مهما كان حجم الأطماع والأحقاد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رجل الأناضول المريض رجل الأناضول المريض



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 12:14 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالإرهاق وكل ما تفعله سيكون تحت الأضواء

GMT 11:38 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 08:31 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك وانطلاقة مميزة

GMT 23:01 2013 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

أسبوع حافل بالأمطار في العديد من مناطق السعودية

GMT 06:26 2014 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

"نوكيا" تعتزم الكشف عن منتج جديد الثلاثاء

GMT 09:24 2017 الأحد ,24 كانون الأول / ديسمبر

"جيب" تتخلى عن هذه الميزة بسيارة 2019

GMT 12:40 2017 الإثنين ,16 كانون الثاني / يناير

رانيا فريد شوقي الزوجة الثانية لرياض الخولي

GMT 06:32 2019 الجمعة ,07 حزيران / يونيو

اتيكيت "يوم الصباحية" للعروسين في 7 خطوات فقط

GMT 05:15 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

نادي الوصل يُجدِّد عقد عبدالله جاسم حتى 2023

GMT 00:21 2019 الأربعاء ,16 كانون الثاني / يناير

مجلس إدارة كاظمة الكويتي يعلن مناصب النادى التنفيذية

GMT 21:40 2018 الإثنين ,29 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أفخم الفنادق التي ظهرت في الأفلام السينمائية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates