خرافات أنقرة والدوحة

خرافات أنقرة والدوحة ..

خرافات أنقرة والدوحة ..

 صوت الإمارات -

خرافات أنقرة والدوحة

بقلم _ حمد الكعبي

الألم في تركيا وقطر شديد جداً هذه الأيام، ولا مسكنات أبداً. أبواب السودان موصدة تماماً.مصر طوت صفحة «الإخوان» نهائياً. الجيش الوطني الليبي يضرب معاقل الإرهاب.

ميليشيات الحوثي تحصي خسائرها، والشارع العربي أدرك بوضوح بشاعة المخطط في سنوات «الربيع» الدامي.

وإلى ذلك، فاجأت الانتخابات المحلية رجب طيب أردوغان، فكسبت المعارضة، وخسر بلدية إسطنبول، التي كان رئيسها في 1994، أما «جزيرة الدوحة»، فقد تحولت إلى محطة للمنوعات، تصلح للطرائف، لفرط خيالها الواسع، وانتكاساتها المهنية المتتالية.

اللطمة، تلو اللطمة. السودان كان المعقل الأخير المرشح لسرقة آمال شعبه، والنفاذ إلى مجتمعه، بأكاذيب «الربيع» إياها. الجيش والقوى السياسية والشارع متفقون على التوصل إلى عملية سياسية، تصل إلى أهدافها بحكومة مدنية، تعيد إلى هذا البلد قوته، وتستثمر موارده، لصالح تنمية وطنية حقيقية. وأول ما يعنيه ذلك أن التطرّف ومموليه وداعميه، خارج المعادلة تماماً، والتجربة في الجوار، وفِي أفريقيا العربية خير برهان.

السودان، انحاز فور الإطاحة الشعبية برئيسه السابق إلى معسكر الاعتدال العربي، فلا يريد دعماً إعلامياً من «جزيرة قطر»، ولا وعوداً بقهوة تركية مسمومة. انحاز لمصالحه، وأغلق المنافذ فوراً على «الإخوان» المتقاعدين في أنقرة والدوحة. فما هي الخطة البديلة؟
أولاً: اخترعت تركيا أردوغان خرافة «التجسس الإماراتي»، وروّجتها «الجزيرة»، على نحو مضحك جداً. وأعلنت عن القبض على شخصين، ولَم تجد أدنى دليل لعلاقتهما بالإمارات، سوى أنهما يعرفان شخصية فلسطينية، تقيم في الإمارات، وإزاء هذا الارتباك، تغيّر «الاتهام» إلى مجرد «شبهة»، ثم إلى مادة للتندُّر والسخرية من غباء الحبكة التركية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

ثانياً: بلغ الخبث مستوى آخر من مستويات الرداءة، حين سعت الدعايتان التركية والقطرية إلى البحث عن صلة بين الشخصين المشتبه بهما، ووفاة جمال خاشقجي، رحمه الله. هذا والقضية كلها في طور «الاشتباه»، وهذا ليس أكثر من بناء الكذب على الكذب.

ثالثاً: رأينا على شاشة «الجزيرة»، ومنصات «الإخوان» أخيراً «معارضاً إماراتياً». ونحن لا نعرفه إلا هارباً من قضايا مالية، تورط فيها، ولكن لا غرابة أبداً، فهذا النوع الرخيص من الدعاية قادر على تحويل الفارين من وجه العدالة إلى «معارضين» و «ناشطين سياسيين»، يتنقلون بين فنادق الدوحة وإسطنبول، ويُستخدمون كورقة موسمية، سرعان ما تنتهي إلى النسيان.

الإمارات، ومصر، والسعودية، وليبيا، والسودان، ودول عربية أخرى، ستكون في دائرة الاستهداف في قادم الأيام، تعبيراً عن شدة الألم في عواصم الشر، لكنّ الشفاء متعذر، حين تمرض الدول بالوهم والكذب والغرور.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خرافات أنقرة والدوحة خرافات أنقرة والدوحة



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 10:18 2016 الخميس ,13 تشرين الأول / أكتوبر

كارينا كابور في إطلالة رشيقة مع أختها أثناء حملها

GMT 15:51 2019 الإثنين ,13 أيار / مايو

حاكم الشارقة يستقبل المهنئين بالشهر الفضيل

GMT 15:56 2018 الجمعة ,27 إبريل / نيسان

"الديكورات الكلاسيكية" تميز منزل تايلور سويفت

GMT 12:03 2019 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

قيس الشيخ نجيب ينجو وعائلته من الحرائق في سورية

GMT 11:35 2019 الخميس ,09 أيار / مايو

أمل كلوني تدعم زوجها بفستان بـ8.300 دولار

GMT 08:09 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

محمد صلاح يُثني على النجم أبو تريكة ويعتبره نجم كل العصور

GMT 19:44 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

"شانيل" تبتكرُ قلادة لؤلؤية بطول 60 قدمًا

GMT 16:32 2018 الجمعة ,28 أيلول / سبتمبر

كنيسة قديمة تتحول إلى منزل فاخر في جورجيا

GMT 16:59 2018 الثلاثاء ,10 تموز / يوليو

جاكوبس تروي تفاصيل "The Restory" لإصلاح الأحذية

GMT 17:32 2013 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

مقتل صاحب إذاعة موسيقية خاصة بالرصاص في طرابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates