السعودية أربع قمم

السعودية: أربع قمم

السعودية: أربع قمم

 صوت الإمارات -

السعودية أربع قمم

محمد صلاح
بقلم: محمد صلاح

يكاد لا يكون هناك فروق في تعاطي تركيا وقطر وإيران مع القضايا العربية، خصوصاً تلك التي تمثل تحدياً للأمن القومي العربي، فالدول الثلاث هي خلف جماعة "الإخوان" دائماً، تدعم التنظيم وتأوى رموزه وتبرر أفعاله وتمنحه غطاءً سياسياً أحياناً وإعلامياً دائماً، لا نتحدث هنا عن فوارق طائفية مذهبية أو خلافات بين السُنّة والشيعة، فالأمر لدى "الإخوان" سياسي بالدرجة الأولى، ولدى تركيا عاكس لأطماع إقليمية، ولدى قطر معبر عن لهاث خلف دور يتجاوز حجم الدولة وإمكاناتها، ولدى إيران فاضح لنوايا قديمة متجددة في هدم المجتمعات والسيطرة عليها، أما لدى "الإخوان" فكاشف لانتهازية لا يكاد يمر حدث أو حديث دون أن تمارسها الإخوان على مر العصور.

إنها الجهات نفسها التي لا ترضى عن كل إنجاز في الوطن العربي، وتمتعض من كل قرار أو تصرف إيجابي يعود بالنفع على الشعوب العربية، وتسعى دائماً وبمنتهى التفاني، إلى نشر الفوضى وبث ثقافة العنف وتحقيق الخراب في المجتمعات العربية، وكذلك تبرير الإرهاب، وتسوّق في كل مناسبة لجماعة "الإخوان" وتبيّض وجوه رموز الجماعة وقادتها، جيّشت هذه الجهات الآلاف من عناصرها وعملائها، وصوّبت فوهات منصاتها الإعلامية تجاه الحرمين الشريفين وعقدت اتفاقات ووقعت العقود مع من تعتبرهم خبراء ومحللين ليبدأوا معزوفة التجريح والهجوم والتطاول ضم القمم الثلاث التي ستعقد في المملكة العربية السعودية نهاية الشهر الجاري!! صحيح أنها ليست المرة الأولى التي يحتشد "الإخوان" مع قطر وتركيا لإفشال مناسبة، هدفها الأساسي تحقيق الاستقرار وحفظ أمن الشعوب ومواجهة الإرهاب، لكن الصدمة التي أصابت محور الشر هذه المرة ليست فقط في بنود وجداول أعمال القمتين الخليجية والعربية التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز يوم 30 الجاري في مكة المكرمة، أو القمة الإسلامية الاعتيادية التي تحتضنها السعودية في اليوم التالي، ولكن أيضاً لأن دعوة خادم الحرمين عكست استقرار المملكة وقدرتها الكبيرة على تنظيم ثلاث قمم في يومين متتاليين بما تحتاجه من جهود كبيرة من أجل تنسيق واستقبال وإجراءات لتأمين رؤساء وأعضاء الوفود وتجهيز أماكن الإقامة واللقاءات والاجتماعات، ناهيك بالطبع عن النشاط الإداري واللوجستي الذي يستلزمه حدث ضخم بحجم تلك القمم الثلاث. لا يبدو محور الشر مرتاحاً بالفعل، فالمنصات الإعلامية "الإخوانية" التي تُنفق عليها قطر، والقنوات التي تبث من تركيا، لا تتوقف أبداً عن الكذب والتلفيق وترويج الفبركات حول ما تدعيه من تأثيرات سلبية أصابت الدول التي قررت مقاطعة قطر لدعمها للإرهاب وتشكك دئماً في القدرات والإمكانات السعودية والمصرية والإماراتية والبحرينية في إنجاز أي عمل طالما بقيت المقاطعة لقطر قائمة!! ويدرك الصحافيون والإعلاميون ممن أسهموا في تغطية أحداث كبيرة كالقمم العربية مدى الجهود والنفقات التي تحتاجها قمة يشارك فيها أكثر من زعيم، فما بالك بثلاث قمم يحضرها عشرات من الزعماء ومئات من أعضاء الوفود والإعلاميين والإداريين والضيوف.

المسألة هنا لدى محور الشر تتجاوز الموضوعات التي ستناقشها القمم الثلاث، إذ إن الخطاب الإعلامي لـ"الإخوان" يبرز إيران باعتبارها الدولة الراعية للإسلام، كما أن التحالف "الإخواني" الإيراني غير خاف عن أي أحد، بل إن رموز تلك الجماعة يفخرون بذلك النظام الإيراني وبينهم من يوزعون صورهم مع قادة إيرانيين متهمين بارتكاب مذابح ضد العرب في العراق وسورية وأماكن أخرى وهم يبتسمون وكأنهم يبلغون العالم بأن الحلف "الإخواني" الإيراني يتجاوز كل التناقضات الطارئة والمذهبية والفكرية، وأن مصالح الطرفين التي تلتقي مع الطموحات التركية والأحلام القطرية ستدفع بالحلف إلى ممارسة الشر تجاه كل طرف يرفع لواء الدفاع عن استقرار المنطقة أو أمنها. وبينما تتألم أطراف المحور قبل القمم الثلاث، جاء ما يزيد ألمها عندما أعلنت الجامعة العربية أن قمة عربية - إفريقية ستستضيفها المملكة قبل نهاية العام الجاري فيزداد الحزن التركي والأسى القطري والحقد الإيراني والفشل "الإخواني".

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية أربع قمم السعودية أربع قمم



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد

GMT 04:52 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

"هيئة الكتاب" تحدد خطوط السرفيس المتجهة للمعرض

GMT 04:47 2018 الأربعاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

شادي يفوز بكأس بطولة الاتحاد لقفز الحواجز

GMT 18:39 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل الأماكن حول العالم للاستمتاع بشهر العسل

GMT 17:16 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وعد البحري تؤكّد استعدادها لطرح 5 أغاني خليجية قريبًا

GMT 05:14 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

إيرباص A321neo تتأهب لتشغيل رحلات بعيدة المدى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates