مصر بعد الربيع

مصر بعد "الربيع"

مصر بعد "الربيع"

 صوت الإمارات -

مصر بعد الربيع

محمد صلاح
بقلم: محمد صلاح

لا يحتاج الأمر أدلة كثيرة لإثبات تحسن الاقتصاد المصري خلال السنوات الماضية بدرجة كبيرة تفوق التوقعات، فحتى من دون الدخول في تفاصيل وأرقام ومقارنات، يكفيك أن تسير في الشوارع وتتنقل بين المدن المصرية، وتدخل هذا الحي، وتخرج من ذاك، وترتاد المنتديات والمقاهي والمحلات والفنادق والأماكن السياحية، لتدرك أن البلد صار ديناميكياً جداً، وأن الحركة فيه لا تهدأ، وأن الأموال صارت تنتقل بين أهله بصورة أكثر يسراً وأكبر حجماً وأقل ضرراً!

صحيح أن كل التطورات التي طرأت على مصر خلال الفترة الأخيرة لم تكن سهلة، وأن الشعب المصري واجه ولا يزال حرباً ضروساً من جانب جماعة "الإخوان" التي تدعمها تركيا وقطر وقنوات ومنصات إعلامية وجهات غربية، غير أن المصريين مقتنعون تماماً بأن تلك الحرب هي ثمن بقاء بلدهم موحداً، وجيشهم قوياً وحدودهم محمية، بينما دول أخرى في المنطقة عبر فوقها "الربيع العربي"، فشتت شعوبها وقسم جيوشها وفتت حدودها وهجر أهلها.

الباحثون عن الأرقام، سيجدون فيها براهين كثيرة على انفراج كبير في أحوال الاقتصاد المصري، وفقاً لما أعلنته وزيرة التخطيط الدكتورة هالة السعيد قبل أيام. إذ إن معدل النمو ارتفع خلال الربع الأول من العام الجاري ليشهد 5.6 في المئة مقابل 5.4 عن الفترة نفسها من العام الماضي. ووفقاً للخطط المرصودة، فإن الهدف الوصول بمعدل النمو إلى 8 في المئة في عام 2022، كما انخفض معدل البطالة إلى 8.9 في المئة في الربع الأول من العام الجاري، مقابل 11.3 في الفترة نفسها من العام الماضي. أما احتياطي النقد الأجنبي، فارتفع إلى 44.2 بليون دولار في نيسان (إبريل) الماضي، بينما تخطت تعاقدات واردات السلع الاستراتيجية نحو 8 شهور، وهي التي لم تكن تقضي أكثر من ثلاثة شهور قبل 5 سنوات.

يغضب "الإخوان" من لغة الأرقام المدونة رسمياً، وكذلك من تقارير المؤسسات الاقتصادية المالية الدولية، والوكالات المتخصصة في التصنيف الائتماني ومن بينها وكالة "فيتش"، التي رفعت التصنيف الائتماني لمصر إلى B+ في نظرة مستقبلية مستقرة. لكن الواقع على الأرض، يرسم ملامح صورة لمصر غير تلك التي دأب "الإخوان" وحلفاؤهم على محاولة ترسيخها، ما يزيدهم غضباً على غضب. بالطبع، إن المشروعات العملاقة التي تنفذ في ربوع مصر ومدنها وصحرائها الواسعة، والتي يسعى "محور الشر" دائماً إلى محاولة التقليل من فوائدها والتشكيك في جدواها، أسهمت بدرجة كبيرة في خفض معدلات البطالة وأسهمت في رواج كبير لمواد البناء والصناعات المتعلقة بها، إضافة إلى الأبعاد السياسية التي حققتها وأهمها إسقاط مخططات "الإخوان"، وكشف زيف الخطاب الإعلامي للجماعة، التي ظلت على مدى خمس سنوات تبشر عناصرها بأن "الانقلاب يترنح"، ثم تغير خطابها بعدها إلى مهاجمة الشعب المصري الذي يسكت على هذا النظام!

صارت الحياة في مصر الآن أسهل وأفضل كثيراً بالمقارنة مع العقد الماضي. وكذلك بالطبع أثناء فترة الخراب والفوضى والانفلات التي أعقبت "الربيع العربي"، كما أن التنقل بين المدن المصرية صار أكثر يسراً بفعل آلاف الكيلو مترات من الطرق التي شقت الصحراء لتربط مدن الوادي بالصعيد والغرب بالشرق. أما الأزمات الصعبة التي كانت تعصف بالمواطن المصري في شأن السلع الأساسية كأنابيب الغاز والخبز، أو حتى الكهرباء والمحروقات، فصارت مجرد ماض.

لا تخلو مصر من المشاكل والأزمات، لكونها بلداً كبيراً، وعدد سكانها يتجاوز المئة مليون، لكنها تجاوزت "الربيع العربي" وآثاره. يتعايش المصريون مع واقع ما بعد "الربيع"، ويتمسكون بالأمل في حل ما تبقى من أزمات ومشاكل. وهم يمارسون أقصى أنواع التنكيل بـ "الإخوان" وحلفاء الجماعة، ويتلذذون وهم يرون "الإخوان" وكل الجهات التي تدعمهم، يتألمون ويزيدون من آلامهم بمزيد من البناء وعلاج أمراض الماضي وترويض الواقع!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر بعد الربيع مصر بعد الربيع



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات
 صوت الإمارات - بلينكن يطلب من إسرائيل السماح باستئناف التلقيح لأطفال غزة

GMT 20:59 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

تطوير مادة موجودة في لعاب السحالي للكشف عن أورام البنكرياس

GMT 20:58 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

شرطة نيويورك تبحث عن رجل أضاع خاتم الخطوبة

GMT 09:44 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد بن سعيد يدشن " فندق ألوفت دبي ساوث " فى الامارات

GMT 23:20 2017 الجمعة ,22 كانون الأول / ديسمبر

محمد الشامسي جاهز للمشاركة مع الإمارات أمام عمان

GMT 01:40 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

حمود سلطان يطالب برحيل المدرب الاماراتي مهدي علي

GMT 10:48 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

الطاولات الجانبية في الديكور لتزيين غرفة الجلوس

GMT 19:49 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

سيفاس سبور يكتسح قيصري سبور برباعية في الدوري التركي

GMT 00:03 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

يتحالف معظم الكواكب لدعمك ومساعدتك في هذا الشهر

GMT 08:50 2019 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شباب الأهلي يقهر عجمان بثلاثية في الدوري الإماراتي

GMT 00:38 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

شباب الأهلي يرغب في التعاقد مع الإكوادوري كازاريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates