أوجاع الإخوان في ليبيا والسودان
آخر تحديث 15:36:32 بتوقيت أبوظبي
الاثنين 16 حزيران / يونيو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

أوجاع "الإخوان" في ليبيا والسودان

أوجاع "الإخوان" في ليبيا والسودان

 صوت الإمارات -

أوجاع الإخوان في ليبيا والسودان

محمد صلاح
بقلم: محمد صلاح

لا تستغرب هجوم المنصات الإعلامية القطرية والتركية ضد المجلس العسكري في السودان، ذلك أن داعمي الإرهاب اعتبروا دائماً السودان، طيلة فترة حكم البشير، مخزناً للمتطرفين. ومن هناك انطلق إرهابيون إلى دول محيطة لينفذوا عمليات قتل وتفجير وتفخيخ، (محاولة اغتيال الرئيس المصري السابق حسني مبارك في أديس أبابا مجرد أنموذج). كما أن نظام البشير ظل على مدى سنوات يؤمن ملاذاً للفارين من بلدانهم والمطلوبين من الأجهزة القضائية لتتكفل أجهزة الاستخبارات هناك بالمهمة وتحميهم من الملاحقة وتخفيهم.

صحيح أن المنصات نفسها سعت أولاً إلى ركوب موجة الحراك السوداني بعدما تأكدت من قرب سقوط البشير ونظامه، وعلّقت آمالاً على أن يتجه الحراك نحو الإفادة من الدعم المعنوي التركي والمالي القطري. لكن، مع ظهور الرغبة الشعبية في الخلاص من حكم "الإخوان" وكتابة النهاية لوجود المتطرفين في السودان، تغيرت البوصلة، وصارت الآلة الإعلامية القطرية التركية تعيد تكرار المفردات ذاتها التي استخدمتها من قبل بعد ثورة الشعب المصري ضد حكم "الإخوان" وإطاحة محمد مرسي. فالعسكر انقلابيون والثورة المضادة تسرق الحراك الشعبي، بل وصل الأمر إلى حد اتهام الدول المقاطِعة لقطر اعتراضاً على دعمها الإرهاب، بالسعي إلى تغيير مسار الثورة، كما أن مصر والسودان والإمارات والبحرين، بالنسبة إلى قطر وتركيا، دول نجحت في إحباط المؤامرات القطرية والطموحات التركية وصمدت في وجه الإرهاب ونجحت في تحقيق التنمية، بينما يتدهور الاقتصاد التركي وتنخفض شعبية أردوغان وساءت سمعة الدوحة، وأصبحت لدى شعوب العالم مرادفاً دائماً لدعم الإرهاب وحماية "الإخوان" والسعي إلى نشر الفوضى وتوزيع الخراب وإسقاط الدول. وبالتالي، فإن هذه الدول ستكون دائماً بالنسبة إلى قطر في موقف من يخرب خطط الدوحة ومؤامراتها.

مثَّل السودان بالنسبة إلى المتطرفين ماضياً حافلاً بأحداث ومحكات وتفاعلات، رسخت الاعتقاد بأنه سيدوم. وخلال السنتين الأخيرتين، وبعدما بدأت فضائح دعم الإرهاب من جانب تركيا وقطر تظهر إلى العلن، سعت الدولتان عبر زيارات ولقاءات مع البشير، إلى الانطلاق من ذلك الماضي نحو مستقبل روجت له الدوحة طويلاً وحلمت به أنقرة كثيراً. لكن ذلك المستقبل تهدد وتأثر بفعل ما جرى لـ "الإخوان" في مصر وكذلك نتيجة مواقف الدول المقاطعة لقطر وسياساتها في مطاردة الإرهاب ومقاطعة داعميه.

من المؤكد أن ثمة معضلات وأزمات ومشاكل واجهت "الإخوان" وكل التنظيمات الإرهابية الأخرى بفعل رحيلهم عن حكم مصر، وإجراءات دول المقاطعة ضد الدوحة، لكن الفشل "الإخواني" والإحباط القطري والحزن التركي، لم يقف عند هذا الحد، إذ جاءت الأحداث الأخيرة في ليبيا ومعاناة الجماعات الإرهابية هناك لتكمل الصورة، وتضرب حاضراً ظلت قطر تعتمد عليه في تهديد الدول المجاورة ومقايضة دول الساحل الأوروبي على المتوسط. والمؤكد أيضاً أن محاولات إشعال الفتن في السودان لن تتوقف، وأن الآلة الإعلامية القطرية والتركية ستواصل السعي نحو خراب السودان ودماره. فهذا هو الـ"كاتالوغ" الذي اعتمدته جماعة "الإخوان" من قبل في مصر ودول أخرى. وأصبح الناس على يقين بأن تلك الجماعة الإرهابية وكل الدول والجهات التي تساندها، تعتمد نظرية تقوم على حكم الشعوب أو قتلها.

أبرز ما أفرزه الحراك الشعبي في السودان وما يحدث في ليبيا وهدوء الأوضاع في مصر، هو رسوخ الاعتقاد لدى عامة الناس في مختلف البلدان، بأنه لن يُجنى من السير خلف تركيا وقطر سوى الخراب، وأن "الإخوان" لن يكونوا أبداً حلاً لأزمات أي وطن، وأن المعضلات الحقيقية التي تواجهها الشعوب، كالحريات والفساد والفقر والظلم وغياب الآمال في مستقبل أفضل، لا يمكن أن تحل، إلا إذا غاب "الإخوان" أولاً عن المشهد، لتتفرغ الشعوب بعدها لخوض معارك التنمية والحرية ومواجهة الفساد وتحقيق الاستقرار. فطن الناس جيداً في بلدان عدة إلى أن ما تسوق له المنصات الإعلامية الفاسدة لم يكن قط في صالحهم، إنما جزء من خطة كبيرة لتغيير خريطة المنطقة لصالح دول وجهات وجماعات وتنظيمات وعدتهم بالحياة عن طريق القتل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أوجاع الإخوان في ليبيا والسودان أوجاع الإخوان في ليبيا والسودان



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 21:36 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 00:27 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تقديم ديوان "كثبان عارية" للبشير الدخيل في المكسيك

GMT 08:25 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة سهلة وبسيطة لإعداد كيك المالتيزر

GMT 12:59 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد عز سعيد بجائزة أحسن ممثل في مهرجان السينما العربية

GMT 19:28 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

معرض لأعمال فناني جزيرة "هايتي" في باريس

GMT 05:27 2014 الأربعاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

" سامسونغ" فجوة هواتف جالاكسي نوت 4 ليست بعيب تصنيع

GMT 14:44 2016 الجمعة ,05 شباط / فبراير

هاتف "LG G5" الذكي قادم يوم 21 شباط الحالي

GMT 09:04 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

مؤمن نور يشارك في 4 أعمال في دراما رمضان المقبل

GMT 23:15 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

جوني المصري يدشن ألبومه "مترو" بعد العيد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates