رئيسي تجاهل عون

رئيسي تجاهل عون!

رئيسي تجاهل عون!

 صوت الإمارات -

رئيسي تجاهل عون

راجح الخوري
بقلم: راجح الخوري

لا شيء إطلاقاً، ولهذا لم يكن غريباً ابداً، ذلك الإتصال الذي جرى بين الرئيس الإيراني إبرهيم رئيسي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حول ازمة تشكيل الحكومة اللبنانية، حيث قال رئيسي لماكرون أن إيران تدعم تشكيل حكومة لبنانية قوية وقادرة على توفير حقوق الشعب اللبناني، معتبراً "أن بذل الجهود من قِبل إيران وفرنسا وحزب الله لتشكيل حكومة لبنانية يمكن أن يكون لمصلحة لبنان".
المصادر الفرنسية تقول إن باريس أعطت بعد ذلك الاتصال صك براءة لإيران، قائلة انها لا تعطل تشكيل الحكومة، وان من يعطلها هو جبران باسيل صهر الرئيس عون، الذي يريد كل شيء له، وان باريس تطالب "حزب الله" بالضغط على حلفائه العونيين، لكن الحزب لا يريد خلافاً معهم، وفي هذا الكلام خبث او سذاجة فرنسية مضحكة وواضحة، ربما لأن باريس لا تعرف ما معنى "وافق شنٌّ طبقة"، أي ان موقف باسيل يخدم "حزب الله" وايران، اكثر مما يخدمه هو أو عمه والعكس صحيح طبعاً!
بالعودة الى ذلك الإتصال، ليس هناك ولو مجرد ذكر لرئيس الجمهورية أو للرئيس المكلف، فلماذا يجري هذا الحوار بين طهران وباريس مروراً بذكر دور "حزب الله" في هذا الموضوع، وتجاهل كل المسؤولين اللبنانيين، ولو كان بعضهم غارقاً في ترهات الحصص والحقائب والثلث المعطّل، تاركاً مسؤولياته الدستورية جانباً، ولا يلتفت حتى الى لبنان الذي صار في أعماق جهنم، ولا الى شعب "لبنان العظيم" الذي صار في هذا العهد القوي، مجموعات "الشعب اللطيم" المفلس تتضور جوعاً وتتلوى عوزاً وعجزاً عن تأمين ما يتوافر حتى للقبائل، من ماء وخبز وطعام ومستشفيات ودواء، كي لا نتحدث عن الكهرباء والعمل والوظائف والحياة المستقرة التي هدمها المسؤولون في عشرة أعوام، وهم يحدثوننا عن الإصلاح ومحاربة الفساد، ويوغلون في السرقة والنهب، في دولة مهترئة اكلت خيرات القطاع الخاص ثم اتهمته بهذه الجريمة القاتلة!
يتصل رئيسي بماكرون بشأن تشكيل الحكومة بمعاونة "حزب الله"، من دون أي إشارة الى الدولة ورئيسها، ربما لأنه بات يعتبر ان لبنان هو دولة "حزب الله"، ولا نقرأ تعليقاً او رداً او محاولة تصحيح من أحد …غريب!
أين رئيس الجمهورية وصاحب العهد القوي و"بيّ الكل"، #ميشال عون؟ أولم يقرأ كلام رئيسي، الذي جعل من تشكيل الحكومة في لبنان مشاعاً دولياً خالصاً؟ اين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، أين رؤساء الحكومات السابقون، أين بطريرك الموارنة بشارة الراعي ومفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، اين نبيه بري رئيس السلطة التشريعية، أين وليد جنبلاط لم يغرد بما يطرب رئيسي وماكرون وحزب الله وميشال عون ايضاً، أين النواب الذين يزعمون انهم يمثلون الشعب والوطن؟
لم نسمع تعليقاً واحداً او تصويباً واحداً يحاول ان يشرح لرئيسي ان لبنان صحيح انه منهار ومتهالك لا بل انه هالك، ولكنه لا يحتاج الى ايران و"حزب الله" وماكرون، الذي ارتكب خطيئة مميتة بحق لبنان، عندما جاء بعد انفجار المرفأ، الذي كان قد دمر العصابة السياسية والدولة المسخرة، لكن ماكرون عوّم هذه العصابة عندما اجتمع بها كلها، طالباً منها تشكيل حكومة انقاذ، في حين انه ليس من المعقول او المقبول، الإتكال على القاتل لإحياء القتيل!
يستطيع ميشال عون ان يبقى في "قصر الشعب" ما طاب له البقاء، لكن بعد كلام رئيسي كيف يتمكن ميقاتي من ان يلتفت ناحية بعبدا، إذا كانت هذه الجمهورية المسخرة لم تجد من يرد على رئيسي، وقبله على ماكرون الذي قيل انه يمارس ضغوطاً على ميقاتي كي لا يعتذر، خوفاً طبعاً من ان تندلع الفوضى القاتلة، التي ستقذف مئات الآلاف من اللبنانيين والسوريين الى شواطئ أوروبا الجنوبية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رئيسي تجاهل عون رئيسي تجاهل عون



GMT 17:50 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

عودة الجغرافيا السياسية: حرب أوروبا

GMT 20:10 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

السم بالتذوق

GMT 20:03 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

مراهنات خطيرة في السودان

GMT 19:59 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

الحرب الأهليّة في تأويل «حزب الله» لها

GMT 19:55 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

السعودية... الحقبة الخضراء

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 17:40 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 19:20 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الأحد 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 15:06 2020 الإثنين ,17 آب / أغسطس

طريقة تحضير ستيك لحم الغنم مع التفاح الحار

GMT 20:28 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

غادة عادل تنشر صورتها مع زميلاتها في إحدى صالات الجيم

GMT 22:38 2018 الثلاثاء ,11 أيلول / سبتمبر

الغساني يبدي سعادته بالأداء الذي يقدمه مع الوحدة

GMT 16:15 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

"بي بي سي" تطلق موقعًا جديدًا على الإنترنت

GMT 21:06 2021 الإثنين ,26 إبريل / نيسان

طقس غائم وفرصة سقوط أمطار خلال الأيام المقبلة

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:47 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

ابرز النصائح والطرق لتنظيف السيراميك الجديد لمنزل معاصر

GMT 08:14 2019 الإثنين ,02 كانون الأول / ديسمبر

"أدهم صقر" يحصد برونزية كأس العالم للخيل في باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates