بقلم - نجاة السعيد
لقد كان عام 2020 عامًا مليئًا بالتحديات للجميع ودفعت جائحة COVID-19 نحو المزيد من القوى العاملة أن تعمل عن بُعد مما عرّض الكثير من المؤسسات لخطر الهجمات الإلكترونية، وقد دفع ذلك فرق تكنولوجيا المعلومات والأمن إلى مكافحة التحديات التي سببتها الجائحة. لذلك يتوقع الكثير من الخبراء أن عام 2021 عام الهجمات الإلكترونية والتي تتطلب المزيد من ضبط تنظيم الأمن السيبراني والمناقشات مع الشركات والمختصين في هذا المجال.
ورأينا منذ ظهور الجائحة أن الهجمات الإلكترونية ازدادت على أغلب الصناعات بشكل كبير، ومن المتوقع أن تصل تكلفة هجمات الأمن السيبراني إلى أكثر من 10 مليارات دولار في عام 2021، كما أن برامج الفدية على الشركات أصبحت تحدث كل 11 ثانية، وبالتالي حماية المؤسسات من التهديدات الإلكترونية الآن باتت أكثر أهمية من أي وقت مضى. ففي عام 2020، وقعت العديد من المنظمات ضحية للانتهاكات والهجمات الإلكترونية ولا يمكننا إلا أن نتوقع الأسوأ في عام 2021.
وقد شاهدنا بينما كان عام 2020 يلملم أوراقه، فإذا باختراق للشبكة الإلكترونية العنكبوتية الأميركية اتهمت واشنطن روسيا بأنها قد صنعته، وبغض النظر عن الجهة المتهمة، فإن ذلك مؤشر على بداية حرب إلكترونية متوقع حدوثها، والتي ستنجم عنها خسائر مادية كبيرة. فقد ذكر «دانيال هوفمان»، ضابط خدمات سرية متقاعد ورئيس سابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA، أنه «على غرار الإرهابيين، يقوم قراصنة الإنترنت بمراقبة شبكاتهم المستهدفة قبل الهجوم. بدلاً من اكتشاف التهديد قبل أن يتجسد، نحن الآن في مرحلة الاستجابة للحوادث، ونتفحص الأضرار التي لحقت بأمننا القومي من الهجوم السيبراني الروسي المشتبه به على الوكالات الحكومية الأميركية، والذي ورد أنه بدأ في مارس 2020 ولكن تم اكتشافه على نهاية العام. الهدف من الاستخبارات هو اكتشاف التهديدات بحيث يمكن استباقها قبل وقوعها».
ومن المتوقع أن يصبح تنظيم الأمن السيبراني وكذلك الأطر التنظيمية الخاصة به أكثر صرامة وأوسع نطاقًا لتشمل مؤسسات التكنولوجيا الجديدة التي بدأت في استخدامها. وبالتالي، سيكون هناك المزيد من التطورات في الذكاء الاصطناعي، والأتمتة، وتبسيط عمليات الامتثال لتمكين فرق الأمن السيبراني من التكيف مع هذه التغييرات بشكل استباقي. لذلك يمكننا توقع ازدياد أهمية الأمن السيبراني كوظيفة تجارية، لأن المؤسسات ستواجه هجمات إلكترونية أكثر خطورة وغرامات تنظيمية.
لقد شاهدنا عبر التاريخ الحروب بمختلف أنواعها لا تسير على وتيرة واحدة وإنما تتطور عبر الزمن، وقد شبه الجنرال والمنظر العسكري الألماني كارل كلاوزفيتز الحرب بالحرباء في إشارة إلى التغير المستمر في شكلها. ولو اعتبرنا 2020 عام الحرب البيولوجية، فهل نتوقع 2021 عام الحروب السيبرانية؟ في كل الأحوال علينا أن ندرك أن حروب المستقبل ستكون مختلفة، ونكون مستعدين، لأن هناك من هو هدفه فقط البحث عن مليارات الدولارات.