هل يستجيب الحوثي

هل يستجيب الحوثي؟!

هل يستجيب الحوثي؟!

 صوت الإمارات -

هل يستجيب الحوثي

جميل الذيابي
بقلم - جميل الذيابي

تأتي المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة اليمنية تتويجاً لمساعي السلام المستمرة التي تبذلها المملكة منذ سنوات؛ لوضع حدٍّ لمعاناة الشعب اليمني الشقيق، ولوقف التهديدات التي تطال السيادة السعودية، وحماية سكانها وأراضيها ومنشآتها من الهجمات بالمسيرات والصواريخ الإيرانية.

وعلى رغم أن المبادرة السعودية التي أعلنت أمس (الإثنين) لم تترك جانباً من جوانب الأزمة لم تشمله، إلا أن رد الفعل الأولي من جانب مليشيا الحوثيين كان مراوغاً كالعادة. فهم يتمسكون برفع ما يسمونه «الحصار» أولاً، وفتح مطار صنعاء. ورغم أن المبادرة تضمنت فتح المطار أمام رحلات محددة، وإيداع أموال الضرائب والعائدات النفطية في حساب مشترك لدى البنك المركزي اليمني في الحديدة، ووقفاً فورياً للنار، إلا أن قبول هذا العرض الكبير يتطلب إرادة سياسية لا ترتهن لإيران.

وهي لا تتوافر لدى عملائها الحوثيين، لأن إرادتهم بيد سادتهم في طهران، الذين يحاولون تحقيق أهداف تخص علاقاتهم مع الولايات المتحدة من خلال زيادة الغارات التي تستهدف المملكة ومصادر الطاقة العالمية بالمسيرات المفخخة، والصواريخ الباليستية. كما أنهم يصعّدون هجماتهم الإرهابية في الوقت نفسه على اليمنيين في مأرب، وحجة، وتعز، والحديدة، وبأدوات الإرهاب ذاتها. وخيراً فعلت الدبلوماسية السعودية بإعلان هذه المبادرة في هذا التوقيت الذي تتكثف فيه تحركات المبعوثين الأمريكي، واليمني، وتشدد فيه الإدارة الأمريكية على رغبتها في وضع حد للأزمة اليمنية. فقد فضحت المبادرة السعودية الجديدة مدى تحكم إيران بالإرادة السياسية والعسكرية لمليشيا الحوثي التي تتبع لها، وتتولى طهران تمويلها، وتزويدها بالصواريخ الباليستية، والطائرات المسيرة المفخخة، حتى لم يعد للحوثي هدف سوى التخريب والدمار والزعزعة، والمتضرر الأكبر من تلك السياسة الرعناء هو الشعب اليمني.

أما محاولات الحوثي استهداف المنشآت النفطية، فإن المملكة قادرة على حمايتها. ويعرف الحوثي وسادته في طهران أن النفط السعودي خط أحمر عالمي وإقليمي، لأن إمداداته تمثل عصب الاقتصاد العالمي، خصوصاً في وقت تتعاظم فيه تبعات جائحة فايروس كورونا الجديد. وكانت السعودية قد أعلنت مرات عدة منذ العام 2019، عقب الهجوم الغادر على مصفاة أبقيق، وقفاً للنار. لكن الحوثي لم يلتزم واستمر في نهجه العدواني الإرهابي. ما تسبب في إفشال المساعي السعودية والدولية وحدها، وإحباط مجهودات السلام الأممية والخليجية والأمريكية. ولم يعد أمام المجتمع الدولي سوى تدبر حقيقة ما قاله وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان عن أن التدخل الإيراني هو السبب في إطالة أمد الحرب اليمنية.

الأكيد أن السعودية تأمل كل الخير لليمن، وتعمل على تخليصه من القبضة الإيرانية الإرهابية، بل هي أكبر دولة تقدم المساعدات الإنسانية والإغاثية لشعبه، وتقود التحالف العربي لحمايته وإعادة الشرعية اليمنية. ويعرف العالم كله أن إيران تستغل الأزمة اليمنية لتحقيق مآرب في علاقاتها مع الولايات المتحدة. وإذا تعامل الحوثيون مع المبادرة السعودية الجديدة بنفس النهج العدواني السابق، فلن يكون أمام المملكة سوى مواجهة الإجرام الحوثي-الإيراني وحماية أراضيها، وشعبها، ومقدراتها ومكتسباتها، والذود عن نفسها، من خلال تصعيد لا تسعى إليه.. والعالم يعلم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يستجيب الحوثي هل يستجيب الحوثي



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 18:09 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميمات مختلفة لسلاسل من الذهب رقيقة تزيدك أنوثة

GMT 11:26 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الصين تتسلم الدفعة الأولى من صواريخ "أس-400" الروسية

GMT 16:28 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

تسمية بافوس القبرصية عاصمة للثقافة الأوروبية

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:16 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 17:14 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بن راشد يُصدر مرسوماً بضم «مؤسسة الفيكتوري» إلى نادي دبي

GMT 01:20 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

نبضات القلب المستقرة “تتنبأ” بخطر وفاتك!

GMT 02:41 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

"الفاتيكان" تجيز استئصال الرحم من المرأة لهذا السبب فقط

GMT 23:19 2013 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

"Gameloft" تستعرض لعبة "Asphalt"بهذا الصيف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates