الرياض  واشنطن ومستقبل العلاقة

الرياض - واشنطن.. ومستقبل العلاقة !

الرياض - واشنطن.. ومستقبل العلاقة !

 صوت الإمارات -

الرياض  واشنطن ومستقبل العلاقة

جميل الذيابي
بقلم - جميل الذيابي

 يتابع العالم من خلف الشاشات تنصيب الديموقراطي جو بايدن، الرئيس الـ46 للولايات المتحدة، الذي يواجه الكثير من الاستحقاقات والتحديات الخارجية، والهزات الداخلية.

وبداية، لابد من التنويه إلى أن العلاقات السعودية - الأمريكية القائمة منذ أكثر من 80 عاماً ليست مرتبطة فقط بالأشخاص الذين يدلفون إلى كرسي البيت الأبيض، وإنما هي علاقات قامت وتقوم على المنافع والمصالح الإستراتيجية المشتركة لكل من البلدين، في إطار سياستهما الخارجية، ورؤيتهما لما يحقق أمن المنطقة والعالم.

ولم يكن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب استثناءً مما سبقت الإشارة إليه، فقد عمل منذ انتخابه في عام 2016 على أن يعزز التعاون السعودي - الأمريكي، كما اختار أن تكون المملكة العربية السعودية أول محطة له في أول جولة خارجية قام بها بعد توليه الرئاسة. ولم يكن ما تم إعلانه من صفقات وشراكات تجارية وتقنية وعسكرية بين البلدين خلال تلك الزيارة شأناً شخصياً ينحصر في ترمب، إذ إن السعودية لم تكفّ يوماً منذ إنشائها على يد الملك الراحل عبدالعزيز آل سعود عن تطوير خططها المتعلقة بالتنمية، والدفاع، والتصنيع، والتجارة.

وما حدث ويحدث في الولايات المتحدة من تنازع على نتيجة انتخابات 2020 الرئاسية هو شأن يخص الولايات المتحدة وحدها، ولن تتدخل السعودية فيه، مهما يكن شأن ما يحدث وحجمه. أما بالنسبة إلى الرئيس المنتخب جو بايدن فهو أحد أكثر الساسة الأمريكيين معرفة بالمملكة، وحقيقة دورها الاقتصادي، وأهميتها الجيو إستراتيجية. كما يعرف جيداً أن السعودية هي البوابة إلى العالم الإسلامي، وأنها قِبلة أكثر من مليار ونصف المليار مسلم من جميع أرجاء العالم. ويدرك أنها الدولة المؤثرة عربياً وإسلامياً وتحتضن عدداً من المنظمات الإقليمية والدولية التي تعنى بالتعايش والسلام، تعمل على نشر ثقافة التسامح بين المسلمين والأديان والثقافات الأخرى، وفي مقدمتها منظمة التعاون الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، والتحالف العسكري الإسلامي لمحاربة الإرهاب.

والعلاقة السعودية - الأمريكية متوازنة قائمة على المصالح المشتركة، والمنافع المتبادلة. وبغض النظر عن أية سياسات حيال أمن المنطقة، فإن الموقف الرافض لسلوكيات إيران، وتهديدات ذيلها اللبناني «حزب الله»، ومؤامرات جماعة «الإخوان»، وجماعات العنف والتطرف، هو موقف يجمع ليس السعودية وغيرها، بل يجمع معهم حلفاء الرياض وواشنطن في العالمين المتقدم والنامي. وتعرف الولايات المتحدة -بغض النظر عمّن يرأسها- أن واجبها للحفاظ على مصالحها ومصالح حلفائها أن يكون لها حضور قوي وفاعل في منطقة ساخنة.

لا شك أن الفترة «الترمبية» أفضل بمراحل من الفترة «الأوبامية» التي اتصفت بالفشل بالنسبة للمنطقة، وهو ما على بايدن أن يتجنبه.

فالعلاقات بين واشنطن والرياض لم تخلُ من منعطفات واختلافات، ولم تكن خالية من توترات خلال بعض الفترات، لكن صلابة العلاقة تتغلب دوماً على أي تباين في وجهات النظر، لأن المصالح المشتركة ليست وقتية، بل هي مصالح وجودية ومهمة لكلتا الدولتين.

الأكيد أن الخصوم قبل الحلفاء، يعرفون قوة إرادة القرار السعودي، واستقلالية السياسة السعودية التي تزداد أهمية وقوة من اضطلاع الرياض بأدوارها الحيوية في قيادة العالمين العربي والإسلامي، ووجودها في مجموعة العشرين الأكبر اقتصاداً في العالم، والعناية بمعالجة مشكلات الاقتصاد العالمي، خصوصاً أسواق النفط الدولية التي تمثل عصب الحياة وعمودها الفقري في جميع دول العالم، ولذلك فإن تاريخية وإستراتيجية العلاقة السعودية الأمريكية ستحافظ على المصالح المشتركة وتبلور رؤى جديدة لحلحلة مشاكل الإقليم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرياض  واشنطن ومستقبل العلاقة الرياض  واشنطن ومستقبل العلاقة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 08:23 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 20:55 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الهجرة الكندي يؤكد أن بلاده بحاجة ماسة للمهاجرين

GMT 08:24 2016 الأحد ,28 شباط / فبراير

3 وجهات سياحيّة لملاقاة الدببة

GMT 03:37 2015 الإثنين ,08 حزيران / يونيو

عسر القراءة نتيجة سوء تواصل بين منطقتين في الدماغ

GMT 22:45 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

استمتع بتجربة مُميزة داخل فندق الثلج الكندي

GMT 02:49 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

ليال عبود تعلن عن مقاضاتها لأبو طلال وتلفزيون الجديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates