بقلم - منى بوسمرة
في وقت مبكر، ومنذ أكثر من عقدين، انطلقت دبي، برؤية قيادتها الاستباقية وطموحاتها الكبيرة لصناعة مكانة ودور رياديين عالمياً، لتؤسس قواعد استراتيجية متينة تجعل منها حاضنة للشركات الكبرى والمستثمرين ورواد الأعمال وقبلة أصحاب العقول والأفكار الخلّاقة، بل ومنصة صناعة المستقبل في كل مجالاته وقطاعاته وفرصه.
التفكير الاستراتيجي الاستثنائي لمحمد بن راشد في إطلاق مناطق حرة عالمية المستوى، قبل 20 عاماً، لتشمل كل المجالات، الاقتصادية والتكنولوجية والإعلامية والعلمية والطبية وغيرها، تثمر اليوم مجتمعات كاملة تضم آلاف الشركات والمتخصصين والمبدعين، الذين اختاروا دبي لإطلاق أعمالهم وابتكاراتهم، لما توفره من دعم متواصل وتطوير وتحسين لبيئتها الجاذبة عالمياً، سواء بالبنية التحتية عالية المستوى، أو بالتشريعات والقوانين المتقدمة، أو التسهيلات والامتيازات الاستثنائية، وكل ذلك يضاف إلى ما تتفرد به الإمارات عموماً من عوامل الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني.
بفضل هذه الرؤية، بتنا نشهد على الدوام انطلاق شركات مليارية من دبي إلى العالمية، كما تختار شركات كبرى مقارها العالمية في الإمارة، لتصبح دبي أرضاً لقصص النجاح الملهمة، كما أكد حمدان بن محمد، خلال لقائه أمس بافل دوروف مؤسس منصة «تيليغرام» التي تتخذ من دبي مقراً عالمياً لها، بقيمة سوقية تتجاوز 20 مليار دولار وأكثر من 570 مليون مستخدم، وهي واحدة من أكثر من 1600 شركة و24 ألف متخصص يضمهم مجتمع التكنولوجيا العالمية في مدينة دبي للإنترنت.
فخر حمدان بن محمد بترسيخ دبي مكانتها كمنصة ينطلق منها الطامحون للنجاح لتحويل أحلامهم إلى إنجازات عالمية، لا يتوقف عند مجرد الاعتزاز بما تحقق، فدبي وقيادتها تؤكد على الدوام أنها مستمرة في استراتيجياتها الطموحة لتعزيز هذه المكانة، من خلال الارتقاء المتواصل ببيئتها الجاذبة، وتقوية شراكاتها الدولية ما يقوّي أيضاً دورها المركزي في صناعة المستقبل، الذي باتت دبي محركاً فاعلاً وإيجابياً في تسريع نجاحاته وابتكار أدواته وحلوله، وتنمية فرصه، لضمان غد أفضل للإنسانية.
دبي تدرك أن التكنولوجيا هي أهم أدوات صناعة المستقبل التي يمكن تسخيرها لسعادة الإنسان، وتضع شراكتها مع أهم اللاعبين العالميين في هذا المجال في صدر أولوياتها، وتحيطهم برعايتها الكاملة، وتساعدهم على توسيع نطاق ابتكاراتهم وآثارها الإيجابية، خدمة لهذا الهدف النبيل في إسعاد الإنسان.
ودبي اليوم أصبحت مثار إعجاب هؤلاء الكبار، بنبضها الذي لا يتوقف وحيويتها الدائمة، حتى في أشد الأوقات صعوبة التي يمر بها العالم، فهي رسخت قدرات فائقة ومرونة عالية وجاهزية كاملة، واصلت بها جاذبيتها للشركات الكبرى ومشاريعها الضخمة برغم ظروف الجائحة، ما جعلها بحق مدينة المستقبل، وحاضنة طموحات العالم.