بقلم - منى بوسمرة
الوعي والتكاتف والمسؤولية العالية التي أظهرها مجتمع الإمارات في جميع مراحل المعركة مع فيروس «كورونا»، كانت عوامل حاسمة في النجاحات المتواصلة التي تحققت على طريق تحصين الجميع، وعودة الحياة الطبيعية، وعجلة الأعمال والاقتصاد التي لها مساس مباشر بعيش كل فرد على أرض الدولة، وفي هذه المرحلة المهمة في المواجهة مع الجهود الكبيرة التي تبذلها مؤسساتنا الصحية في التطعيم، تزداد أهمية الوعي والالتزام إلى مدى أكثر تأثيراً في إنجاح هذه الجهود.
ما أكده المختصون والجهات المعنية منذ بدء حملة التطعيم باللقاحات أن اللقاحات ورغم أهميتها في كبح تفشي الوباء، فإنها لا تغني عن مواصلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية لحماية الفرد والمجتمع، بل إن هذا ما أكدته منظمة الصحة العالمية وخبراؤها، ما يعني بوضوح أن المسؤولية الجماعية في التمسك بتدابير الوقاية المشددة لا تزال هي السلاح الأقوى لمنع انتشار العدوى.
الفترة الأخيرة، التي أعقبت بدء تقديم اللقاحات شهدت تراجعاً في حجم الالتزام، إن كان ذلك لغياب الوعي بأن اللقاح وحده لا يكفي للحد من انتشار الفيروس، أو لاستهتار البعض بالإجراءات، ما يضعنا جميعاً في دائرة الخطر مجدداً، وهو أمر يضاعف المسؤولية الملقاة على عاتق كل فرد، ليس فقط في حماية نفسه بحرصه على اتباع الإرشادات والتعليمات، وإنما أيضاً في حماية سلامة المجتمع ككل، من خلال شراكة حقيقية مع الجهات المعنية في ترسيخ الالتزام الجماعي بهذه التعليمات والإرشادات.
هذه الشراكة الحاسمة في حفظ سلامة وحياة الجميع، تعززها الجهات المعنية بقنوات سهلة الوصول وفي متناول الجميع، للإبلاغ عن أي مخالفات تهدد صحة المجتمع، ومن ذلك دعوة شرطة دبي للإبلاغ عن هذه المخالفات فوراً عبر الرقم المجاني 901 أو عبر خدمة «عين الشرطة» على تطبيقها على الهواتف الذكية، وهي مبادرة ترتقي بهذه الشراكة لإنجاح جهود المواجهة ومكافحة انتشار الفيروس.
وما تلفت إليه هذه الدعوة مجدداً، المسؤولية القانونية الكبيرة التي تقع على المخالفين ومرتكبي السلوكيات المهددة لصحة المجتمع وأمنه، كما تشير إلى ضرورة مضاعفة الأدوار الفاعلة لكل الأفراد في الوقاية والتوعية والحماية والإبلاغ عن أي تساهل أو استهتار.
نقف جميعاً اليوم على مفترق محوري في معركة الانتصار على الجائحة، وكلنا مطالبون بأن نكون جنوداً أوفياء لنجاحاتنا التي تحققت بتكاتف وجهود الجميع، لنحفظ هذه النجاحات ونتقدم في طرق الانتصار على الجائحة وعودة حياتنا الطبيعية الآمنة والمستقرة بالكامل.