بقلم - منى بوسمرة
الفخر الذي تعانقه ابنة الإمارات، في اليوم العالمي للمرأة، يتفرد بالكثير من المعاني والمضامين المشرقة، ليكون عنواناً لعصر ذهبي، حققت فيه المرأة الإماراتية قفزات كبرى، تجاوزت المطالبة بالحقوق والتمكين، لتسطّر سجلاً حافلاً بالإنجازات في كل القطاعات الحيوية والمتقدمة، وتثبت دوراً رائداً ومؤثراً، وطنياً وعربياً وعالمياً.ما وضعته القيادة بفكرها الاستباقي من استراتيجيات، برؤية طموحة لتصدر دول العالم في تمكين المرأة، يثمر اليوم مراتب متقدمة على مؤشرات المرجعيات الدولية، فقبل أيام جاءت الإمارات في الصدارة إقليمياً في تقرير المرأة، وأنشطة الأعمال والقانون 2021 الصادر عن البنك الدولي، محققة العلامة الكاملة في خمسة محاور، وفي قفزة سبقت المستهدف، جاءت الدولة في المركز 18 عالمياً، والأول عربياً في مؤشر المساواة بين الجنسين لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي 2020، وهي إنجازات تشير بوضوح إلى مثابرة القيادة، التي حوّلت المشاركة المستحقة للمرأة في مسيرة التنمية الوطنية إلى ثقافة مجتمعية راسخة ومتجذّرة، يحرص على دعمها ورفع وتيرتها الجميع.
تأكيد محمد بن راشد، خلال تهنئته ابنة الإمارات بهذا اليوم العالمي، على هذا الفارق، الذي بات يميز الإمارات بقوله: «نهنئ شعب الإمارات، الذي أشرك المرأة منذ البداية في مسيرة التنمية، ووصل بهذه المسيرة للعالمية»، هو ما يلفت إلى سر النجاح في تحقيق هذه الإنجازات، فقراءة سريعة لما تفاخر به جميع المؤسسات الحكومية والخاصة بالدولة، في هذا اليوم، تظهر مدى اعتزازها بفتحها أبواباً واسعة أمام المرأة، لتقلد المناصب القيادية والإدارية والفنية في مختلف مجالات العمل والتنمية.
قيادة الدولة، منذ التأسيس وحتى اليوم، وضعت ضمن أولوياتها الاستراتيجية ترسيخ البيئة التشريعية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الداعمة لتفعيل دور المرأة، وهذا ما يجدد التأكيد عليه محمد بن زايد بقوله: «تمكين المرأة أولوية أساسية في رؤية التنمية الإماراتية»، فابنة الإمارات استطاعت بدعم متواصل من «أم الإمارات» الشيخة فاطمة، وجهود المؤسسات الوطنية، وفي مقدمتها مجلس التوازن بين الجنسين، الذي ترأسه منال بنت محمد، أن تضع بصمة واضحة في مجالات حيوية، أثبتت قدرتها على المنافسة في جميع متطلبات التقدم، وكتبت قصص نجاح واكبت بها الإنجازات المذهلة للإمارات.
أقرب هذه البصمات الراسخة كانت في عام التحدي 2020، وفي قطاع الفضاء خصوصاً، إذ شكلت النساء 18 % من العاملين في هذا القطاع المتقدم، و34 % من فريق «مسبار الأمل»، وهي نسب تعتبر الأعلى عالمياً، إضافة إلى دورها الريادي والكبير في الخطوط الأمامية لمواجهة جائحة «كورونا»، إذ تشكل المرأة 64 % من الأطباء والممرضين والفنيين في القطاع الصحي بالدولة.
هذه بشائر الإنجازات العظيمة للمرأة الإماراتية، وحتماً لن تكون آخرها، فالرؤية الطموحة للإمارات في الخمسين عاماً المقبلة تضع ضمن أولوياتها القصوى، رفع مشاركة المرأة النوعية في مجالات متقدمة، لتكون الريادة مضاعفة، فهنيئاً لابنة الإمارات في يومها العالمي، قيادتها الداعمة لدورها الرائد، وإنجازاتها الاستثنائية، وهنيئاً لشعب الإمارات الداعم لتفوق وتفرد صانعة الرجال، وبانية الأجيال.