بقلم - منى بوسمرة
تجمع الإمارات هذه الأيام دول العالم، والهيئات والمنظمات الدولية، وكذلك الشركات ورجال الأعمال، في أحداث وفعاليات كبرى مؤثرة، في شتى المجالات الدفاعية والاقتصادية والرياضية، وما نراه من مشاركات قياسية، وتمثيل رفيع المستوى في جميع هذه المؤتمرات والمعارض الدولية، مثل مؤتمر الدفاع الدولي، ومعرضي «آيدكس ونافدكس»، ومعرض «جلفود»، وطواف الإمارات، وغيرها، هو شهادة بتوقيع العالم أجمع على أن الإمارات باتت قبلته الأولى، للتكاتف والتوحد في وجه التحديات، وصناعة المستقبل الأفضل.
هذا الحشد والحراك الدولي الكبير، الذي تحتضنه الإمارات في هذه الظروف الاستثنائية، يأتي مؤكداً الثقة التي ينظر بها العالم للإمارات، وقدرتها الفائقة على التعامل مع مختلف الظروف والتحديات، وتفردها بجاهزية كاملة لمختلف الأحداث، ببنية تحتية قوية، وإمكانات عالمية المستوى وخبرات متميزة، تؤهلها لاستضافة العالم في فعاليات واقعية غير مسبوقة، ووسط إجراءات مطمئنة للجميع، وهو كذلك مؤشر قوي على عودة التعافي إلى مختلف القطاعات في الإمارات.
والمشاركة العالمية الواسعة في مؤتمر الدفاع الدولي ومعرضي «آيدكس ونافدكس»، تضيف إلى ذلك كله دلالات غاية في الأهمية، خصوصاً مع انضمام دول جديدة، للمشاركة في هذه المحافل، وأبرز هذه الدلالات أن الإمارات باتت عنواناً للتقدم الحضاري، ومنصة لبحث ازدهار العالم، وعاصمة للتسامح الإنساني والتعايُش السلمي، ولم يكن لهذا الأمر أن يتحقق لولا النهج الإماراتي الواضح والمخلص، في جعل كل إنجاز تحققه هو إنجاز للبشرية.
ما يبحثه مؤتمر الدفاع على أرض الإمارات، هو أولوية استراتيجية للعالم كله، فمناقشة أبعاد حماية تطور الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الفائقة له تأثيره البالغ، وانعكاساته الكبيرة على وسائل الإمداد العالمية خصوصاً الصناعات الاستراتيجية مثل الرعاية الصحية والنقل، وكذلك الصناعات الدفاعية، وهي الأمور التي وضعت العالم أمام توجهات جديدة، في ظل ما تسببت به جائحة «كورونا»، وقدمت الإمارات نموذجاً متميزاً في التعامل الناجح مع مختلف محاوره، ومواصلة الإنجاز، لتقدم دروساً قيمة وملهمة في استمرارية مختلف الأعمال والقطاعات.
في تحليل سريع للنموذج الإماراتي، الذي وجد إعجاباً كبيراً لدى دول العالم، نجد أن الإمارات استثمرت مبكراً في تقنيات وأدوات المستقبل، ورسخت جاهزية كاملة لجميع التقلبات والظروف، وانتهجت مفهوماً شاملاً للأمن، في حماية لاقتصادها ومجتمعها وحدودها الجغرافية والرقمية، وكانت سباقة في شراكات دولية فاعلة، عكست صورة ناصعة لما يجب أن يكون عليه التكاتف الدولي في مواجهة التحديات.
هذه الدعائم القوية، التي تعززت بالفكر الاستثنائي للقيادة، منحت الإمارات هوية عالمية متفردة، كونها دولة تقدم حضاري وإسهام معرفي، ونموذجاً للإصرار والعزيمة وإرادة التحدي.