بقلم - منى بوسمرة
بالثقل الدولي الكبير والمضاعف الذي باتت تمثله الإمارات، ودورها الرئيس في ضمان استقرار المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى للعالم أجمع، بل وبالالتزام الثابت للدولة في تعزيز الأمن والسلم الدوليين، ودعمها الحيوي للنمو الاقتصادي العالمي واستمرار التنمية والازدهار لشعوب المنطقة والعالم، تؤسس الإمارات شراكات استراتيجية قوية للعمل الدولي الجماعي في سبيل تحقيق هذه الأهداف النبيلة، وتقف على رأس هذه الشراكات العلاقة الذهبية بين الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، التي تبشر بما تخدمه من قيم حضارية مشتركة بين الجانبين، بتأثيرات ونتائج إيجابية على النظامين الإقليمي والعالمي.
الشراكة بين الإمارات وأمريكا ظلت على الدوام، ومع اختلاف الإدارات الأمريكية، أو حتى ما شهده العالم من تغيرات وتقلبات، ذات أهمية استراتيجية ومحورية، لكلا الجانبين، لتشهد مع كل مرحلة اطراداً في القوة، وفي جوانب الشراكة، وكان من ثمارها الأخيرة توقيع معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل برعاية أمريكية، وهي المعاهدة التي جاءت برغبة صادقة في تحقيق تحوُّل استراتيجي سيكون له تأثيره العظيم في السلام والاستقرار والازدهار على المستوى العالمي ككل، وستواصل دعمها إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن، الذي وصفها بنفسه حين توقيعها بالخطوة التاريخية.
وشهدت هذه الشراكة، قبل ذلك، محطات تاريخية كثيرة، ربما من أهمها توقيع البلدين منذ نحو 10 سنوات اتفاقية المادة 123 التي تعنى بالتعاون النووي، واعتبرت قاعدة ذهبية لتعزيز المعايير الدولية بشأن عدم الانتشار النووي إلى جانب تعزيز الأمن والأمان في العالم، عدا عن التعاون الاقتصادي الكبير بين البلدين، فالإمارات تعد أكبر مصدّر إلى أمريكا في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها توفر أكثر من 120 ألف وظيفة عمل عبر استثماراتها في الولايات المتحدة.
وما يشير إليه بوضوح، الحوار الاستراتيجي الإماراتي - الأمريكي، الذي أطلقه عبدالله بن زايد وبومبيو، أواخر الشهر الماضي، أن البلدين يواصلان باستمرار تأطير شراكتهما الاستراتيجية في مجالات جديدة تواكب كل المستجدات، إذ شمل الحوار توافقاً على تعاون في مجالات حيوية أمنية وسياسية وفي التكنولوجيا الحديثة والفضاء والاقتصاد والثقافة وحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب وغيرها.
كما أظهرت الولايات المتحدة الأمريكية قبل يومين تقديراً كبيراً لهذا التطور الاستثنائي في العلاقات بين البلدين من خلال موافقتها الرسمية على بيع الإمارات أسلحة من الجيل الأحدث، خصوصاً مقاتلات «إف 35».
النموذج الذي تقدمه الإمارات بسياساتها الواضحة والعقلانية المبنية على إيمان والتزام بالعمل الدولي الجماعي، لتحقيق السلام العالمي، وما باتت تمثله في العالم من حاملة لرسالة التعاون والتكاتف والإيجابية والإنجاز، ما دفع أكثر من رئيس أمريكي لوصفها بدولة أمل، كل ذلك يجعلها دولة وازنة ومهمة في شراكات تعمل من أجل عالم جديد يسوده الاستقرار والسلام والازدهار.