بقلم : منى بوسمرة
فخر كبير نشعر به اليوم، يستند إلى ما أثبتته الإمارات من قدرات وإمكانات علمية بإنجازات طبية متلاحقة، ومبادرات استثنائية تبشر بإسهام عظيم تقدمه دولتنا للبشرية في التغلب على فيروس «كورونا»، حيث كانت دولتنا سباقة عالمياً في البدء في البحوث والدراسات للحصول على التطعيمات اللازمة والفعالة للسيطرة على المرض.
إعلان الإمارات بدء التجارب السريرية الثالثة للقاح «كورونا»، بعد ما حققه هذا اللقاح من نجاحات في المرحلتين الأولى والثانية، يسرع عملية تطوير لقاح آمن وفعال ليتاح في الأسواق بنهاية 2020 أو مطلع 2021 لصالح البشرية جمعاء.
يضاف هذا الإنجاز إلى إنجازات عديدة سابقة بتسجيل براءة اختراع علاج بالخلايا الجذعية مبتكر وواعد لالتهابات الفيروس، وتسجيل تسلسل الجينوم الخاص بالفيروس، وإنشاء مختبر بقدرات معالجة فائقة لإجراء عشرات آلاف الاختبارات، وغيرها الكثير من الإنجازات التي تؤكد أن الدولة قطعت شوطاً مهماً في الأجندة الوطنية للعلوم المتقدمة التي أطلقتها منذ عامين.
هذه الأجندة التي رسمت الطريق وعبَّدته أمام ريادة علمية في القطاعات الحيوية، هي تأكيد على الرؤية الاستباقية لقيادة الإمارات، واعتمادها التخطيط المبكر للمستقبل، وهو ما يؤكده حمدان بن محمد خلال زيارته لصروح علمية عظيمة أسستها قيادتنا لهذا الهدف، جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية وكلية حمدان بن محمد لطب الأسنان، بقول سموه: «يرتكز منهجنا على التخطيط القائم على الابتكار، حيث تبرز أهمية جودة التعليم ونوعيته وتوظيفه لإيجاد حلول للتحديات التي نواجهها واستكشاف سبل جديدة تدعم مسيرتنا نحو المستقبل، ولدينا من المؤسسات العلمية ما يجعلنا مطمئنين لجاهزيتنا للريادة فيه».
والأمر الذي لا يقل أهمية أمام انتشار هذه الجائحة، ما تظهره هذه المبادرات والإنجازات الإماراتية في المجال الصحي، من نهج منفتح على تعاون دولي مع الجميع دولاً ومنظمات ومراكز بحث وعلوم، لتقديم إسهامات تخدم البشرية جمعاء، وخصوصاً في مجال حماية وتعزيز صحة الإنسان، وهي إنجازات وجدت صدى عالمياً من التفاؤل لما تبشر به من جهود مثمرة للتغلب على هذا العدو المشترك للإنسانية.
الإمارات قادت منذ البداية، بمبادرة قيادتها، جهود تعزيز التكاتف العالمي للتغلب على الجائحة وتبعاتها، وهو ما أشادت به منظمة الصحة العالمية، كما كانت بحق يد العون الاستثنائية والفريدة وسط العالم أجمع، في تقديم المساعدات والإمدادات الطبية لتعزيز صمود الدول أمام الجائحة وحفظ أرواح كوادرها الطبية، إذ اقتربت هذه المساعدات التي وصلت إلى 68 دولة، من ملامسة الألف طن، كما اقترب المستفيدون منها من الكوادر الطبية من ملامسة المليون مستفيد.
وتعزيزاً لهذا الدور الرائد والمحوري عالمياً تشارك دولتنا اليوم كذلك في أهم جهود التعاون العلمي العالمي، لتحقيق اختراق مبشر في دحر هذا الفيروس، بعد النجاحات الكبيرة محلياً التي قربّت الإمارات من الانتصار على «كورونا» بإعلانها استكمال وانتهاء برنامج التعقيم الوطني في كافة أنحاء الدولة.