بقلم - منى بوسمرة
نصف قرن من مسيرة النهضة تضيء من خلالها الشقيقة عُمان يوبيلها الذهبي بتاج المجد والرفعة، والإنجازات المباركة، وتضيء معها الإمارات، قيادة وشعباً، الفرحة والمحبة والأخوّة المتجذرة بين شقيقين قدما نموذجاً في العلاقات الراسخة، والتعاون المثمر لتحقيق الاستقرار والأمان، والرخاء والازدهار لكلا الشعبين ولشعوب المنطقة ككل.
علاقات البلدين، التي قامت دعائمها القوية على الإرث التاريخي والثقافي المشترك، وزادتها متانة وحدة الدم والمصير، وتطابق الرؤى والأهداف النبيلة، وجدت حرصاً مبكراً من المغفور لهما بإذن الله، الشيخ زايد وأخيه السلطان قابوس، رحمهما الله، ليسيرا بها إلى منعطفات تاريخية مهمة من التنسيق والتعاون والتكامل في جميع المجالات التي كان لها عظيم الأثر على رفاه الشعبين الشقيقين، وعلى الارتقاء بالأخوة التي تجمعهما.
والاهتمام الكبير اليوم للبلدين الشقيقين بقيادة الشيخ خليفة، والسلطان هيثم، بهذه العلاقات وتعزيزها يؤسس لمراحل نوعية جديدة من التكامل والتوافق في المواقف والرؤى، وهو ما نجده في الاحتفاء الكبير وتهنئة محمد بن راشد ومحمد بن زايد لعمان الشقيقة وسلطانها وشعبها، وتأكيدهما على عمق الأواصر بين البلدين، والحرص على تطوير العلاقات والارتقاء بها إلى آفاق أوسع. كما نجد هذا الاهتمام من خلال ما أظهره شعب الإمارات من محبة كبيرة للأشقاء في عمان، ومشاركتهم فرحتهم باحتفالات عمت أرجاء الدولة، فعُمان منا ونحن منهم.
تحمل الإمارات مع هذه المحبة أمنيات كبيرة للأشقاء بأن يواصلوا بالعز والرفعة شعلة مسيرة النهضة التي تسلّمها السلطان هيثم مطلع العام 2020، مستمراً على نهجها المتوازن في علاقات خارجية قوية، وتعزيز مكانتها الدولية والإقليمية المرموقة، ومواصلة التنمية والازدهار للشعب العماني.
في همة عالية ومنذ توليه، حدد سلطان عمان الشقيقة، العام الأول لتهيئة العمل على تنفيذ الرؤية المستقبلية «عُمان 2040»، بما يبشر بنقلات نوعية في الإنجاز لقائد كانت له بصمة رائدة وواضحة طوال مسيرة خدمته لوطنه وشعبه، وخصوصاً أنه وضع الوصول إلى تحقيق طموحات وآمال المواطن العماني هدفاً وعنواناً للمرحلة المقبلة.
ظلت الإمارات وعمان، على الدوام، بإدراكهما السياسي الاستثنائي، ورؤية وحكمة قيادتيهما، تمثلان ركناً أساسياً في تعميق الأخوة، وتقوية الروابط والتكامل في مسيرة مجلس التعاون الخليجي، وضرب الشقيقان المثل والقدوة في الالتزام بالثوابت والعمل معاً لخدمة قضايا الأمة، بل والانفتاح على العالم والسعي نحو تعميق أوجه التعاون الدولي، إذ تجمعهما قيم المحبة والسلام والتسامح والتعايش والحوار وحب الخير للجميع.
في هذا اليوبيل الذهبي المزدان بالنهضة والفخر والمجد، نبارك لأهلنا في عُمان، متمنين لهم مزيداً من الإنجاز والازدهار، ونقول لهم: عُمان منا ونحن منهم.