بقلم : منى بوسمرة
ليس رمزاً إماراتياً وعربياً وحسب، بل قيادة عالمية تأسست على ضخامة وتميز في الإنجازات، والرؤية التي استطاعت صياغة المستقبل ومعالجة تحدياته، وبشمولية اجتمعت حولها قيادات القرار في العالم.
هذا الاستخلاص الذي نراه ونلمسه في العديد من المؤتمرات والمناسبات، كان حاضراً في القمة العالمية للحكومات التي اختتمت أعمالها، أمس، إذ إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، يجمع قيادات العالم في الإمارات، ويضع الحكومات أمام مسؤولياتها، ويخلق شراكة بين هذه الحكومات من أجل هدف سام يذكر به في كل مرة وهو الإنسانية وخير البشرية، وإذا كنا بحق نفخر بكل هذا فإن فخرنا الأساس، يرتبط بكون هذه المكانة العالمية لسموه تأسست على لغة يؤمن بها الجميع ويفهمها، لغة الإنجاز والسباق نحو ما يريده الإنسان، وحقه في الحياة الكريمة وصون كرامته وحقوقه، وتأمينه بكل ما يوفر له الرضى والسعادة والاستقرار.
هذه لم تكن مجرد مشاعر في القمة العالمية للحكومات، لأنها في الأساس كانت حاضنة للأفكار، ومختبراً للتجارب وباحثة في الخطط، وفي هكذا بيئة لا يصمد فيها سوى خطاب العقل ومفردات الاتزان، وبهذا المعنى فإن ما تمثله الإمارات اليوم كقيمة حضارية بات أمراً يتجاوز المشاعر والأحلام، أمام مجتمعات تؤمن بالواقع الملموس وبالتطور والتغيير نحو الأفضل، وما تثبته الدول من إنجازات مشاهدة ومنافسة تتجاوز الأقوال التي ليس لها صدى على أرض الواقع.
رأينا ذات الانطباع في تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد الفائزين في الدورة السادسة للقمة الحكومية بجائزة «ابتكارات الحكومات الخلاقة» و«تحدي الجامعات العالمي لاستشراف حكومات المستقبل»، مثلما رأيناه في تقييم العالم لطبيعة المبادرات التي أطلقها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، وكما لمسناه في رد الفعل على إطلاق التحالف العالمي للسعادة، الذي قال عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: «سعادة الناس من وجهة نظرنا مقياس لكفاءة الأداء الحكومي، وركيزة لتقييم السياسات والبرامج، وقاسم مشترك لعمل القطاعين العام والخاص، هذا التحالف فرصة لتبادل الخبرات والمعارف».
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، لم يترك القمة العالمية بكل منتدياتها وجلساتها لتكون في سياق الإثارة الذهنية، بل أعلن كلمة السر للوصول إلى سعادة الإنسان، وهذه الكلمة تتعلق بما يتم تقديمه للبشرية من جانب كل الأطراف ذات الصلة، وهو ما أشار إليه سموه بأن «الاحتفاء بالمبتكرين يعكس رسالتنا من تنظيم القمة العالمية للحكومات التي تمثل منارة إشعاع حضاري ومنصة لصناعة المستقبل الذي نريد تمكين الإنسانية من متطلباته وأدواته منذ اليوم».
التحالف العالمي للسعادة الذي أعلن خلال القمة، والمكون من ستة دول يعد نواة أولية من المؤكد أنها ستكبر يوماً بعد يوم، والكل يدرك أنه ليس مجرد تحالف معنوي بل يرتبط كما أشار سموه، بتبادل الخبرات والمعارف، وبشراكة القطاعين العام والخاص من أجل سعادة الإنسان.
القمة في دورتها السادسة فتحت الأعين على كل التحديات التي يواجهها العالم، وسنرى كيف أن الحكومات سوف تتدرج في تغيير أولوياتها، لأن القمة ذهبت عميقاً في الوعي السياسي والتنموي للقادة والمشاركين، وسنرى كيف استطاعت دولة الإمارات خلال هذه المبادرات إعادة تحديد الأولويات، وتذكير الجميع بأن الإنسان، وحياته الكريمة، يأتي أولاً.