قطر القرار المخطوف

قطر.. القرار المخطوف

قطر.. القرار المخطوف

 صوت الإمارات -

قطر القرار المخطوف

منى بوسمرة

بشكل لا يقبل التأويل حددت الإمارات والسعودية والبحرين ومصر ثوابتها إزاء الأزمة مع قطر، وتم الإعلان عنها، لكن الدوحة أبت إلا أن تروج سيناريوهات غير صحيحة في سياق تعظيم مظلوميتها الزائفة. هذه الثوابت عبّر عنها معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في المؤتمر الصحافي أمس، وجاءت بشكل منطقي لتؤكد ما تم الإعلان عنه سابقاً، وتحديداً أن الدول التي أعلنت مقاطعة الدوحة لا تريد أن تغيّر النظام القطري، ولا تهدف إلى تدخل عسكري، وهي أيضاً تؤمن بالحوار الدبلوماسي لحل المشاكل بين الدول لوقف دعم الفوضى والإرهاب.

هذه الثوابت منطقية، وهي ترد على الدوحة، التي تروّج سيناريوهات مثل التدخل العسكري، فيما الدول الأربع تقف أساساً ضد هذا الخيار من جانب أي دولة ضد أي دولة أخرى، وكل ما تريده هو تغيير الدوحة سياساتها والرد عبر الوساطة الكويتية.

الدول الأربع تؤكد المطالب المنطقية ذاتها كل مرة، المتمثلة في ضرورة توقف قطر عن دعم الفوضى السياسية، وتصنيع التنظيمات الإرهابية وتمويلها ورعايتها.

خلاصة هذه الثوابت التي تحدث عنها الدكتور أنور قرقاش في المؤتمر الصحافي كان قد أشار إليها أيضاً في تغريداته سابقاً، أي أن عدم تجاوب الدوحة مع ما تريده هذه الدول سيؤدي إلى قطيعة كاملة وإجراءات أشد بما يندرج تحت مصطلحات «الفراق» أو «الطلاق» أو «الافتراق»، وهي تعبيرات استخدمها الوزير مراراً.

هل يمكن للدوحة أن تواصل عداءها لجوارها، وتنعزل بشكل كامل، وهي العضو في مجلس التعاون الخليجي، وفي جامعة الدول العربية، التي تعادي الدوحة معظم دولها وأنظمتها، وهذا السؤال لا تجيب عنه السياسة القطرية، بل تمعن أساساً في إظهار العداء لكل المنطقة العربية، والاتكاء على تحالفات إقليمية غير عربية، والاستنجاد سراً بأوروبا وأميركا وإسرائيل، ظناً منها أن كل هذا سوف يحميها.

علينا أن نتحدث بصراحة، إذ إن الواضح أن القرار في قطر ليس بيد الأمير تميم، وهناك جهات خفية في قطر تعبث في إدارتها السياسة وتريد جر الدوحة إلى التهلكة وهي تعمل لأجندات خارجية، وليس أدل على ذلك من إرسال الدوحة قائمة المطالب لإحدى الدول الإقليمية للاستئناس برأيها، وهذا دليل قوي جداً على أن القرار بيد لوبي يتآمر على قطر ودول الخليج العربي، وله مرجعيات خارجية.

الدوحة التي سربت قائمة مطالب الدول، عبرت بتصرفها هذا أنها لا تقبل حتى التفاوض أو التشاور أو النقاش بشأن أي بند من بنود القائمة، ولو كانت الدوحة تنوي مسبقاً احترام الوساطة الكويتية، وتريد استرداد علاقاتها مع جيرانها لوجدت طرقاً كثيرة للتعبير عن موقفها، لكنها بدلاً من ذلك اختارت المكابرة والعناد مع الاستخفاف بمستقبلها وبكل أمن المنطقة.

قطر بشكل واضح مصابة بالعمى وبأوهام القوة، وهي مستعدة اليوم لفعل أي شيء من أجل الادعاء أنها تدافع عن سيادتها الوطنية، فيما لم تمس الدول الأربع سيادة قطر، لكنها قالت للدوحة بشكل مباشر إن أفعالها السياسية والإعلامية والأمنية تمس سيادة جيرانها وبقية الدول العربية، والدوحة هي آخر دولة يحق لها الحديث عن مس السيادة، مع موروثها في الإساءة إلى النظام السياسي العربي وتدخلها في شؤون الدول العربية.

أيام قليلة تفصلنا عن مهلة العشرة أيام، التي تم منحها للدوحة، لإعلان تجاوبها، والمؤشرات حتى اليوم سلبية، وتدل على أن الدوحة قررت أن تنتحر باختيار العزلة الأكبر بدلاً من العودة إلى محيطها الطبيعي والتاريخي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر القرار المخطوف قطر القرار المخطوف



GMT 19:41 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أزمات إقليمية جديدة

GMT 19:23 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

قيصر روسيا... غمزات من فالداي

GMT 19:19 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

المفهوم الايراني للانتخابات... والعراق ولبنان

GMT 19:14 2021 الأربعاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

رسالة مناخية ملهمة للعالم

GMT 23:17 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

ظهورُ الشيوعيّةِ في لبنان

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 16:12 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

خليفة و بن راشد وبن زايد يهنئون رئيس بنما بذكرى الاستقلال

GMT 13:59 2015 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تصاميم على شكل الماس لحقائب "إن إس باي نوف"

GMT 10:32 2016 الجمعة ,04 آذار/ مارس

لوني شتاءك بأجمل موديلات الأحذية الـ Pumps

GMT 01:32 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

عيش الرفاهية في فنادق ومنتجعات الجميرا الفخمة

GMT 01:28 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

«بنتلي» تفوز بلقب الشركة الأكثر تقديرًا في بريطانيا

GMT 23:18 2019 السبت ,12 كانون الثاني / يناير

الزمالك يهزم بتروجيت في دوري كرة الطائرة المصري

GMT 19:14 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على خطوات رئيسية لترتيب خزانة ملابسكِ الخاصة

GMT 11:52 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

6 أفكار أنيقة مميزة لزينة حفلات الزفاف

GMT 07:51 2013 السبت ,27 تموز / يوليو

جمال كامل فرحان يصدر رواية "كان ردائي أزرق"

GMT 04:48 2018 الثلاثاء ,19 حزيران / يونيو

رواية "الجنية" تمزج الواقع بالخيال بشكل واقعي

GMT 19:29 2013 الأربعاء ,22 أيار / مايو

خيبة المثقف في"طائف الأنس" لعبدالعزيز الصقعبي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates