بقلم : منى بوسمرة
ليست هذه هي المرة الأولى التي يمر فيها العالم بحالة تهديد صحي جماعي، فسبق فيروس كورونا المستجد فيروسات أخرى نجح العالم في السيطرة عليها، لكن تبدو مخاطر كورونا أكثر تهديداً، ليس على صحة الإنسان فقط، بل المخاوف من التأثير في الاقتصاد العالمي.
ومن المفيد والعملي هنا تجنب التهويل والتخويف، وفي الوقت نفسه عدم التهاون في التعامل مع الفيروس، وهي مسؤولية تقع في الحالتين على الحكومات، باللجوء إلى سياسة هادئة وشفافة واستباقية، لكن صارمة وسريعة في محاربة الفيروس والسيطرة عليه، والإعداد لإجراءات إضافية حال تصاعد الأمر.
وفي الإمارات، نرصد ونتابع بوضوح الشفافية والفعالية في الإجراءات الوقائية والعلاجية والاستعداد لأي مخاطر إضافية، والمهم هو التعاون مع الجهد الدولي، لإدراكها أن دول العالم تحتاج إلى دعم بعضها لاحتواء الفيروس بعيداً عن أية حساسيات سياسية.
لدينا في الإمارات علامات مبشرة تؤكد سلامة إجراءاتها وفعاليتها، خاصة أنها تتفوق على معايير منظمة الصحة العالمية، وفقاً لما أعلنه وزير الصحة، ومن تلك العلامات شفاء 5 حالات حتى الآن من بين 21 إصابة تم تسجيلها في الإمارات حالتهم جميعاً مستقرة، ومنها أيضاً التعامل مع ملايين المسافرين عبر مطارات الدولة، ومتابعتهم بالرصد الصحي، واتخاذ كل الاحتياطات التي تمكنها من رصد أية حالة والتعامل معها، والتنسيق الإقليمي في هذا المجال، وهي الإجراءات التي كانت موضع إشادة منظمة الصحة العالمية.
وزير الصحة بعث بالأمس رسالة طمأنة للجميع بأن فرق التفتيش تتابع جميع المستشفيات والمراكز الصحية على مستوى الدولة للتأكد من تطبيق المعايير الصحية في المراحل كافة، وأن الإجراءات في جميع المنافذ الحدودية صارمة، وأن الإمارات لديها منظومة متكاملة وشاملة تضم كل الجهات المعنية للتصدي للمرض والتعاطي معه وفق آليات قوية وفعالة.
نسبة تعافي المصابين من كورونا في صعود مستمر، فالقلق الزائد ليس في محله، لكن الحذر مطلوب بشدة، ومن هنا اتخذت وزارة التربية والتعليم قراراً بتعليق جميع الفعاليات الطلابية، وتعليق الدراسة في حضانات الأطفال على مستوى الدولة، اعتباراً من اليوم، كإجراء احترازي، من دون تردد، ما دامت السلامة تقتضي ذلك، وما دام لدينا نظام تعليمي إلكتروني متطور قادر على توفير أي دعم للطلبة.
الحالة الصحية اليوم اختبار عملي لحالة الانسجام والمرونة بين الأجهزة المعنية التي تستدعيها حالات الطوارئ، واختبار للشفافية والصرامة والهدوء والفاعلية.