بقلم - منى بوسمرة
الرهان الحقيقي الذي نجحت به الإمارات في ترسيخ اسمها نموذجاً متميزاً عالمياً في التعامل مع جائحة «كوفيد 19»، وآثارها في كل الجوانب، كان في الدرجة الأولى، رهاناً على أبطال أظهروا في وقت الشدة تفانياً وإخلاصاً وشجاعة استثنائية، وآثروا على أنفسهم في هذا الوقت بالذات، من أجل حماية الآخرين، وتحصين الوطن، سواء من الأطباء ورجال الأمن والمعلمين والعاملين في القطاع الإنساني، وغيرها من القطاعات التي كان لأبطالها عظيم الأثر في أن تبقى الإمارات قوية، ويبقى أهلها مطمئنين.
بل إن هذا الرهان، كان في طليعة ما أكدت عليه قيادتنا الحكيمة، منذ بداية الجائحة، فكانت بادرتها في التقدير الكبير لهؤلاء الأبطال ودورهم، حافزاً ومحركاً لتكاتف الجميع وتلاحمهم في شتى مواقعهم لتحمل مسؤولياتهم، وهو تلاحم نرى اليوم ثماره العظيمة علينا جميعاً، صحياً واقتصادياً واجتماعياً، وفي استمرار جودة الحياة والعيش الكريم لجميع فئات المجتمع، ومواصلة دولتنا مسيرتها التنموية بمشاريعها وطموحاتها وإنجازاتها، دون توقف أو تغيير.
إعلان محمد بن راشد، تخصيص حفل أوائل الإمارات 2020، للاحتفاء بخط الدفاع الأول، وجميع التجارب الاستثنائية والمبادرات والشخصيات والفرق الداعمة، التي جعلت من الإمارات نموذجاً في التعامل مع الجائحة، هو استمرار لمبادرات سموه الكريمة، في تكريم وتقدير هؤلاء الأبطال، فمنذ اليوم الأول للجائحة، وهم يحظون برعاية مباشرة من سموه، واطمئنان متواصل على أحوالهم، وتأكيد على دورهم، في هذا الظرف، وفي كل ظرف، إذ خاطبهم سموه منذ البداية، مؤكداً لهم ومحفزاً: «أنتم أبطالنا وسندنا، وحصننا الحصين، ودرع الإمارات الواقي»، واستضافهم سموه في مجلس الوزراء، تثميناً وإعلاء لكل ما يبذلونه من وقت وجهد وتفانٍ أمام المخاطر.
تخصيص حفل أوائل الإمارات هذا العام، للاحتفاء بأبطالنا في خط الدفاع الأول، هو حافز جديد للجميع، نحو مزيد من الجهود لحماية مقدرات الوطن، إذ يؤكد سموه بالقول: «الإمارات ستظل أقوى وأفضل بمواطنيها المخلصين، ومقيميها المتفانين، ونعتز بجميع الأبطال، وبمجتمعنا وشعبنا، الذي لمسنا منه التلاحم والتوحد، لتجاوز هذه المرحلة»، ودعوة سموه إلى مشاركة الجميع في الترشيحات، على وسم «#أوائل_الإمارات».. هو مواصلة لهذا التفرد في التلاحم والتكاتف، فكما رسخ سموه في بداية المواجهة مع الجائحة، نهج «الجميع مسؤول عن الجميع»، يعزز سموه اليوم من هذا النهج، ببادرة «الجميع سيكرم الجميع».
الإمارات أثبتت قوتها وتفوقها، بشهادات عالمية، من دول ومنظمات، وفي المجالات كافة، المتعلقة بالتغلب على آثار الجائحة، رغم ما يعانيه العالم من صعوبات، إذ أكدت الدولة قدرتها الفائقة في استراتيجيتها الصحية، وكفاءتها المالية، وقوة اقتصادها، وفي بنيتها التحتية الضامنة لاستمرار أداء مختلف قطاعات الحكومة والأعمال والتعليم، وكذلك في ما شهدته من تكاتف إنساني، جنّب مجتمعها أي تأثيرات للجائحة، كل ذلك وقفت وراءه قيادة مبادرة ومحفزة، ومجتمع متلاحم، وأبطال أثبتوا بحق أنهم ثروة وطنية، تستحق بطولاتها التخليد في تاريخ إمارات الرفعة والعز.