بقلم : منى بوسمرة
مسارعة دولة الخير إلى إغاثة الشقيق والوقوف إلى جانبه في أي محنة تلحق به، ليست أمراً غريباً على الإمارات التي كرست مكانتها عاصمة للإنسانية، بنهج قيادتها في العطاء غير المحدود، وأياديها البيضاء التي تجاوزت الحدود لتمتد إلى كل بقعة على ظهر المعمورة، حتى باتت روح العطاء الإنساني تنبض في قلوب كل أفراد شعبها.
جاءت الإمارات بالأمس سباقة كعادتها في كل حدث يستدعي المسارعة إلى نجدة الملهوف، لتسيّر بأمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، جسراً جوياً لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين من جراء الفيضانات القوية التي ضربت أجزاء من الأردن الشقيقة خلال الأيام القليلة الماضية، في ترسيخ لمعاني التراحم بين الأشقاء، وقيم الإنسانية التي تتميز بها دولتنا وقيادتنا.
الشعب الأردني الشقيق، تربطنا به علاقات أخوية قوية وتاريخية، وظلت الإمارات على الدوام وفية لهذه الروابط والأواصر، بالتضامن مع المملكة وشعبها في جميع المواقف والقضايا والأحداث، ليظل الأردن ينعم بالاستقرار ويبقى شعبه ينعم بالأمن والحياة الكريمة بعيداً عن أي أزمات، لتأتي أوامر محمد بن راشد بالأمس في هذا الإطار من الحرص على الشقيق وللتخفيف من معاناة العائلات التي غمرت المياه منازلها وتوفير مواد الإعاشة الأساسية لمساعدتهم على تخطي هذه الأزمة، وكان تولي سمو الأميرة هيا بنت الحسين الإشراف المباشر ومتابعة مختلف مراحل تجهيز وشحن المواد الإغاثية تأكيداً على عمق الأواصر وما تكنه الإمارات من تقدير للمملكة الشقيقة، وحرص على شعبها.
دولتنا الحبيبة تؤكد كل يوم بمبادرتها الكبيرة، أنها تبذل النفيس لخير الأشقاء العرب جميعاً، فاليوم سارعت لنجدة الأشقاء في الأردن وبالأمس مدت يدها بالعون إلى السودان، كما رفعت من منسوب عملياتها الإغاثية في اليمن، وغيرها من الدول، التي ما إن يشتكي فيها شقيق لنا، إلا وتتداعى مؤسساتنا الخيرية والإنسانية فوراً لتضميد جراحه وتخفيف معاناته وأوجاعه، وليس في الضراء وحسب، بل في السراء كذلك، تبذل الإمارات جهودها الكبيرة في العمل على تحقيق التنمية والاستقرار والازدهار للمنطقة وبث الأمل في نفوس شبابها، وتحفيزهم على بناء مستقبل أفضل للأجيال.
بل إن الإمارات أصبحت عنواناً للخير والإنسانية في العالم أجمع، فقد ظلت على الدوام الأولى في مد يد العون لكل الشعوب التي تحتاج إلى المساعدة في وقت شدائدها، لتقدم المعونات والأغذية والأدوية والمستشفيات الميدانية وفرق الإنقاذ وكل ما يحتاجه الملهوف في أي بقعة على الأرض تتطلب ذلك دون أي تمييز، ودون طلب مقابل، وبعيداً عن أي دوافع سوى النهج الإنساني الذي كرسه الآباء المؤسسون وسار عليه فرسان الخير من قادتنا، لتصبح الدولة أكبر مانح للمساعدات على مستوى العالم، ولتبادر الدولة إلى مأسسة العمل الإنساني من خلال قوانين وتعليمات وممارسات ومراكز، تنظم هذا العمل وتحقق الاستجابة السريعة لكل من يحتاجه في أي وقت.
الخير للجميع، عقيدة نحملها في قلوبنا قيادة وشعباً، في دولة الخير، والبذل والعطاء نهج لا يتغير في إمارات الإنسانية.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان