بقلم - منى بوسمرة
مع الجهود غير المسبوقة، التي تفردت بها الإمارات عالمياً، في إدارتها الشاملة لمواجهة ومحاصرة جائحة «كورونا» وجميع تبعاتها، تدخل الدولة مرحلة حاسمة ومبشرة للوصول إلى التعافي الكامل والسريع، من خلال البادرة السباقة والعظيمة، التي حظيت كالعادة باهتمام ومتابعة القيادة المباشر، في توفير اللقاحات للجميع وبالمجان.
التحصين الصحي الكامل لكل فرد في المجتمع، وتسريع التعافي الاقتصادي، وعودة دورة الحياة إلى طبيعتها بالكامل، كانت منذ بداية الجائحة أولويات قصوى بالنسبة للقيادة، رسمت لتحقيقها استراتيجية مبكرة وواضحة ومرنة في مواكبة أي مستجدات، وهذا ما جعل الإمارات الأسرع والأنجح في التعامل مع كل مرحلة من مراحل المواجهة، ويضعها اليوم في المرتبة الثانية عالمياً في سباق التطعيم، الأمر الذي يجدد التأكيد عليه محمد بن راشد ومحمد بن زايد، برسائل فخر سامية بالجميع، يبثان فيها مزيداً من الثقة، ويحفزان مزيداً من المسؤولية الجماعية، للمسارعة إلى تلقي اللقاح، والوصول إلى المعدلات المستهدفة في وقت قياسي، لما لذلك من أثر كبير على حماية الصحة، وحماية الاقتصاد، وحماية المكتسبات.
ما يدلل عليه الوصول لغاية اليوم إلى أكثر من مليون و275 ألف جرعة لقاح قدمت إلى المواطنين والمقيمين، في هذا الوقت القصير، هو قناعة وطنية ثابتة لدى الجميع، بأن الوقوف خلف القيادة وقراراتها، وكذلك حسن التعامل مع إجراءات المؤسسات الوطنية وخصوصاً الصحية، هو أسرع الطرق لوصول سفينتنا جميعاً إلى بر الأمان، وهذا ما أثبته كل فرد في مجتمع الإمارات بمسؤولية عالية منذ بداية الجائحة، ما قدم نموذجاً عالمياً في التكاتف والمشاركة لتعظيم النتائج الإيجابية.
يشير رصد «البيان» يومياً، إلى أن سكان الإمارات رفعوا شعار «يداً بيد نتعافى»، في إقبال كثيف ولافت على تلقي التطعيم، وإضافة إلى ما يظهره ذلك من تقدير عالٍ لمبادرات القيادة وجهود المؤسسات وفرق العمل، فإنه بارقة أمل كبيرة على الوصول إلى المناعة المجتمعية الكاملة أسرع من المتوقع، وخصوصاً مع مواكبة الجهات المعنية لهذا الإقبال بالتوسع في مراكز وحملات تقديم اللقاحات في جميع أنحاء الدولة، لضمان وسرعة وصول اللقاح للجميع بسهولة ويسر.
القيادة والمسؤولون، الذين كانوا سباقين في تلقي اللقاح أمام الجميع، قدموا القدوة والنموذج، وبثوا الطمأنينة والثقة لدى مجتمع الإمارات بمأمونية وفعالية اللقاحات، ما وقف دعامة حاسمة في إنجاح جهود التطعيم.
وما نراه اليوم على مستوى العالم، من رصد طفرات جينية جديدة للفيروس، وكذلك ارتفاع أعداد الإصابات، عالمياً ومحلياً، يضاعف مسؤوليتنا بأن نكون شركاء في المحافظة على النجاحات التي حققتها الإمارات، للعودة الطبيعية والدائمة لحياتنا المعتادة.