بقلم : منى بوسمرة
الإنجازات والنجاحات غير المسبوقة، التي تواصل من خلالها الإمارات الارتقاء بمكانتها ودورها الفاعل عالمياً، باتت عنواناً يومياً تتفرد به الدولة في سعي لا يتوقف نحو القمم الأولى في جميع المجالات.
بالأمس، هنأ محمد بن راشد بفوز الإمارات ممثلة بمدينة دبي برئاسة الجمعية الدولية لهيئات الاستثمار «وايبا»، وقبلها بيوم أعلن محمد بن زايد عن اكتشافات جديدة نقلت الإمارات إلى المرتبة السادسة عالمياً في احتياطات النفط والغاز، وسبقهما أسبوع حافل بالمؤتمرات والأحداث العالمية الضخمة التي فازت الإمارات باستضافتها، وأبهرت العالم بتنظيمها، وهي إنجازات متسارعة قد يرى غير الخبير فيها سراً حول وصفة الإمارات لهذه القفزات اليومية.
ولكنه سر لم يعد يخفى، فشغف التفوق، أصبح محركاً لدى كل فرد في الإمارات، وأكثر من ذلك فصناعة التفوق أصبحت استراتيجية وأولوية، لريادة مجالات المستقبل، وتحقيق السبق في ترويض تحدياته وتحويلها إلى فرص، إضافة إلى استدامة التنمية وتعزيز قوة الاقتصاد الوطني، وما يثمره كل ذلك من ترسيخ للدور الحيوي للدولة عالمياً وتعظيم أثره الإيجابي، المشهود له دولياً، وهذه الاستراتيجية تستند إلى مقومات كبيرة تؤهل الإمارات لنجاحات استثنائية في تحقيق الطموحات، وخدمة هذا الدور المؤثر.
تفوق الإمارات الذي أصبح نموذجاً تتطلع إلى الاقتداء به الدول والشعوب، والنقلات التاريخية النوعية التي حققت لها هذه النهضة والمكانة في أقل من خمسة عقود، لم تأتِ وليدة اللحظة ولا الصدفة، وإنما جاءت بإصرار ومثابرة وتفانٍ من قيادة استثنائية، تقف رؤيتها الاستباقية الحكيمة، على رأس تلك المقومات.
إضافة إلى ما تمتلكه من فكر بات مدرسة في الإدارة والقيادة، من خلال التحفيز وشحذ الطاقات ونشر شغف التفوق عند كل فرد ومؤسسة على أرض الوطن، بل وصناعة الأبطال في كل مجال، وهذا ما نراه من عمل يومي في لقاء قيادات الدولة مع المتفوقين وتشجيع كل فرد وكل موهبة على العطاء في مجالها، وكان آخرها بالأمس في لقاء محمد بن راشد مع الفائزين الإماراتيين في بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تأكيد القيادة الدائم لدعمها الكامل للريادة العلمية كأولوية قصوى في سياسات الدولة، وثقتها الكبيرة بأبناء الوطن الذين أثبتوا جدارتهم في تحويل الأحلام والطموحات إلى واقع.
أبناء الوطن، أكبر مقومات ريادة الإمارات للمستقبل، وأهم الثروات والموارد في نهج القيادة وسياساتها، وتعظيم الموارد الطبيعية يأتي لاستدامة القيمة لشعب الإمارات، كما أكد محمد بن زايد أول من أمس، في إعلانه عن الاكتشافات النفطية الجديدة، وما تعززه من قوة الاقتصاد الوطني، والذي يأتي بدوره كمقوم أساسي وركن رئيس، في تحقيق نجاحات وطموحات الإمارات وشعبها، بسياسات الاستثمار الأمثل لهذه الموارد التي تنتهجها القيادة.
الإمارات بالأمس، غيرها الإمارات اليوم، والإمارات في المستقبل القريب، بشغفها في التفوق واستراتيجيتها الواضحة والمدروسة، وقيادتها المخلصة والمثابرة وشعبها الطموح، ستتربع على قمم جديدة في رحلة لا تتوقف نحو الرقم واحد عالمياً.