بقلم : منى بوسمرة
توجيهات القيادة واستراتيجيات الحكومة تتمحور حول هدف واحد هو رفاه المواطن وتوفير سبل الحياة الكريمة له، وإذا عدنا إلى كل السياسات والمبادرات والقرارات، لوجدنا أن محورها الأساس هو الإنسان، بما يعنيه ذلك من تحسين كل البنى وتطويرها لأجله، واستشراف المستقبل أيضاً من أجل ضمان العيش بأعلى معايير الجودة العالمية.
هذه هي سياسة الدولة بمتابعة سامية من القيادة، وبعمل متواصل من المؤسسات والجهات ذات الاختصاص، سياسة ترتكز على التنمية أولاً، وتسخير الموارد لأجل إسعاد الشعب في كل المجالات، من تعليم وعلاج وفتح للآفاق والفرص، وصون كرامة الكبار وتأهيل الأجيال الشابة، لتكون قادرة على صناعة المستقبل وإدارة شؤونها، وأن تكون قادرة أيضاً على القيادة بما يعنيه ذلك على كل المستويات.
هذه السياسة المثابرة لا تتوقف عند فكرة إبداعية واحدة، بل تأتي كل يوم بجديد، حيث اعتمد مجلس الوزراء، أمس، السياسة الوطنية لكبار المواطنين، ضمن منظومة رعاية مجتمعية وصحية شاملة، ترجمةً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتوفير الحياة الكريمة لجميع فئات المجتمع، وصولاً إلى رؤية الإمارات 2021 وأهداف مئوية الإمارات 2071.
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، قال في تغريدات له حول هذه السياسة الوطنية لكبار المواطنين: «ترأست اليوم اجتماعاً لمجلس الوزراء أقررنا خلاله سياسة وطنية جديدة لكبار السن، أعدنا التسمية لتكون «كبار المواطنين» بدلاً من كبار السن، هم كبار في الخبرة، وكبار في الخدمة لهذا الوطن، وكبار في النفوس، وكبار في العيون والقلوب، السياسة الوطنية لكبار المواطنين ستضم تأميناً صحياً خاصاً بهم، ومراكز لتزويدهم بمهارات عصرية ومناشط رياضية وبرامج خصومات خاصة بهم، والاستفادة من المتقاعدين في سوق العمل، وتصميم بيوت تناسب احتياجاتهم، وبرامج لحمايتهم من الإساءة والعنف، وسيبقى الكبار كباراً في النفوس والحياة».
هذه السياسة تتضمن سبعة محاور أساسية، هي: الرعاية الصحية، والتواصل المجتمعي والحياة النشطة، واستثمار الطاقات والمشاركة المدنية، والبنية التحتية والنقل، والاستقرار المالي، والأمن و السلامة، وجودة الحياة المستقبلية، وهي بحق سياسة تؤكد مكانة كبار المواطنين، وتدعمهم بكل ما تعنيه الكلمة، وتتطابق مع الروح الإيجابية التي يبثها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في كل واحد فينا، وتتساوى من حيث قيمتها مع كل العناوين التي يحتاج إليها الإنسان في حياته، وتؤكد أن الدولة تمنح كل مواطنيها الأهمية ذاتها، أياً كانت أعمارهم أو خبراتهم، باعتبارهم ينتمون إلى دولة متميزة، تدرك أهمية الإنسان وقيمته، وتردّ بالوفاء على جهود أبنائها في بناء الدولة، وهذا ما يؤكده سموه: «كبارنا هم الشباب الذي لا ينضب عطاؤهم، وأحث أبناء الإمارات على أن ينهلوا من تجاربهم وخبراتهم، وأن ينتهجوا ثقافة العطاء والتفاني والإخلاص، لا يمكن أن ننسى كل ما قدمتم وما زلتم تقدمون لدولة الإمارات، ونقول لكم: أنتم فخرنا وقدوتنا، راحتكم وصحتكم واستقراركم، وجودة حياتكم واجب إنساني ووطني، وحكومة الإمارات تردّ الجميل دائماً لكل من يسهم في نهضتها».
بكل ما تعنيه الكلمة، نشعر بالامتنان لهذه المسرة التي أدخلتها قيادتنا وحكومتنا إلى كل بيت، وإلى قلب كل مواطن ومواطنة.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان