بقلم : منى بوسمرة
لم يكن عادياً يوم أمس، يوم سيبقى محفوراً في وجدان كل إماراتية وإماراتي، حين تشرفنا بلقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكان لقاء رائعاً حيث تحدث سموه مع أمهات الشهداء، ومع إماراتيات من كل القطاعات تزامناً مع يوم المرأة الإماراتية الذي جاء هذا العام تحت شعار «المرأة شريك في الخير والعطاء»، وهو يوم منحه صاحب السمو مكانة فوق ما له من مكانة.
يا له من شعور جميل، حين تحدث صاحب السمو إلى كل الحضور واستمع إلى الجميع، وهو شعور يجعل المرأة الإماراتية تشعر بقيمتها المضاعفة، وكأن الحديث موجه إلى كل واحدة بشكل شخصي، فوق القيمة التي تأسست بسبب توجيهات القيادة التي منحت الإماراتية حقوقها في كل المجالات وأصرت على تفوقها.
شعور استثنائي لم يغادرنا للقاء استثنائي عقد في مجلس القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، وبما حمله من تلقائية وأبوية رسمت الرضى على وجه كل واحدة فينا، فهذه هي قيادتنا التي نحبها لأنها منا، مثلما هي في كل بيت إماراتي قيادة صاغت شخصيتنا، وجعلتها مبهرة متميزة بكل المعايير.
حين قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد إن قدرة المرأة على تخطي الصعوبات، وإثبات جدارتها وتميزها من أبرز الأسباب التي جعلتها تحظى باهتمام القيادة ودعمها وتمكينها، وإن المرأة الإماراتية تسلحت بالإرادة والتصميم ونسجت قصصاً ماثلة للعيان، وأثبتت قدرتها على المساهمة في البناء والتطور، فإن كلام سموه يعد وساماً لنا جميعاً.
في كلام صاحب السمو تكريم للمرأة الإماراتية وتقدير لدورها على كل المستويات، وخاصة في الجزء الذي يشير فيه إلى قصص النجاح والتفوق وهي كثيرة، حين نرى المرأة في كل القطاعات المدنية والعسكرية، السياسية والاقتصادية، الإعلامية والاجتماعية، لها موقعها الذي لم تحصل عليه إلا لكونها تستحق ذلك.
إن المرأة الإماراتية التي بقدر حفاظها على خصوصيتها الثقافية والدينية والاجتماعية، باتت نموذجاً في هذا العالم على قدرة المرأة العربية على أن تكون مميزة ومتفوقة، وهذا لا يكون إلا بحصولها على حقوقها وفرصها في الحياة، وأمس حين التقينا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، كانت كل واحدة فينا تشعر بقوة هذه القيادة وحكمتها، وأن تفرد دولتنا وتفوقها لم يأت إلا لأنها تستحق ذلك، وليس أدل على هذه الروح التي تتدفق في هذا الوطن إلا ما نراه من منجزات على أرض الواقع ويشهد بها العالم.
الموقف المؤثر يوم أمس كان في حضور أمهات الشهداء، إذ إن كل أم منهن قدمت وضحت، وكل شهيد إنما هو وسام فخر لهذه الأم التي زرعت فيه البطولة والشهادة، وحين يكرمها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد في هذا اليوم، فإنه يكرم كل أم وبيت إماراتي، ليؤكد أن الأمهات هن صانعات البطولة وهن مهد الشجاعة، مهده مرتين، مرة حين ربت هذا البطل ومرة حين انتسب إلى المؤسسة العسكرية ولم يبخل بروحه ودمه.
إن أعظم ما في قيادتنا أنها إضافة إلى تأسيسها لدولة تفوقت على كثير من الدول، قدرة هذه القيادة على صناعة المبادرات وتركيزها على الإنسان الإماراتي، وهو ما نرى نتائجه اليوم في كل مكان، وخصوصاً على صعيد المرأة التي تعد الشجرة المباركة التي أثمرت كل قصص النجاح في حياتنا.
يوم المرأة الإماراتية حين يكون لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد فيه هذا الحنو وهذا التكريم لا يبقى يوماً عادياً، ويرتقي إلى يوم وطني يحسب على كل العام، فيصير العام كله عاماً للمرأة الإماراتية، وهذا يفرض على كل واحدة فينا مسؤولية مضاعفة، لأن نكون على قدر التحدي والمسؤولية وما تريده قيادتنا ودولتنا.