بقلم : منى بوسمرة
تفتعل الدوحة الأزمات وفقاً لخيالها المريض، لتقدم الدليل مرات ومرات على إفلاسها، واستمرت خلال الشهور الماضية في بذل المال والجهد في المحاولات للإساءة إلى دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية والبحرين ومصر، في إفلاس ظاهر للعيان وليس في حاجة إلى كثير عناء لمعرفة أهدافه الهشة، وبدلاً من سعيها لتجاوز أزمتها وتغيير سياساتها من جذورها تجاه أشقائها العرب ودول العالم تسعى لتعميقها بطرق مختلفة.
آخر أكاذيب تنظيم الحمدين وما أكثرها، الادعاء بدخول طائرة مقاتلة إماراتية للأجواء القطرية، في كذبة تفتقر لأدنى حدود التصديق شكلاً ومضموناً، لأن السؤال يتعلق أساساً بجدوى تحليق طائرة داخل أجواء قطر، والفائدة التي سوف تجنيها الدولة من هذا الأمر.
الادعاء الذي وصل حد الشكوى للأمم المتحدة ومجلس الأمن لن يغير من الواقع شيئاً، فالكذب القطري يريد أن يوصل رسالة مبتذلة إلى العالم أن الإمارات تبعث برسائل تهديد عسكري ضمني، وتحاول بث الاضطراب في الدوحة على الصعيد الأمني عبر حادثة الطائرة المزعومة، هذا على الرغم من تأكيدنا في الدولة على تجاوزنا ملف قطر، ونحن بحكمة قادتنا وتوجيهاتهم مشغولون بقضايانا التنموية، وخططنا المستقبلية، ولم تعد الدوحة وخرافاتها على أجندتنا أساساً، تاركين لحكامها الانشغال بأنفسهم وأزماتهم وارتباكهم، والانعزال بعيداً عن جوارهم الشقيق.
الإمارات وعلى لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية معالي الدكتور أنور قرقاش ردت على المزاعم، من حيث إن الدولة سوف تتقدم بالأدلة والبراهين التي تنفي الكذبة القطرية، وتثبت أن الإمارات لم تنتهك مجالها الجوي.
منذ شهر يونيو من العام الفائت والدوحة تواصل ذات الأسلوب، أي اللجوء إلى منظمات دولية لتشويه سمعة الدول الأربع التي قاطعتها، تارة تفتح ملف الحج وتارة ملف حقوق الإنسان، وأخرى تبث مخاوفها من عمل عسكري، والواضح أنها بارتباكها تعيش تحت وطأة هواجس نتيجة لحماقات حكامها، قبل أن تكون في وارد الرد بإجراءات تتخذ ضدها، وهذا يفسر من جهة أخرى أن المؤسسات الدولية لا تتجاوب مع شكاواها لأن هذه المؤسسات تعلم فبركات الساسة والإعلام القطري وأذنابه.
الإمارات من حيث المبدأ تعتبر أن الأزمة قطرية بامتياز، وليست أزمة الدول الأربع التي أعلنت مقاطعتها، وبهذا المعنى فإن هذه الدول أصبحت غير مشغولة بهذا الملف لا سراً ولا علانية، ولدينا ما هو أهم من الملفات الداخلية والخارجية، تاركين للدوحة أن تعالج أزمتها كيفما تريد.
الكل أضحى يدرك النزعة الانتحارية التي استلبست نظام الحمدين، والذي برغم كل مؤشرات التراجع الاقتصادي والقلق الأمني، وتحول أراضيها إلى قاعدة تركية وإيرانية، وغير ذلك من مؤشرات تدل على انحدار غير مسبوق، ما زال يكابر على حساب الشعب، الذي يدفع للأسف ثمن مكابرة النظام ومقامرته على مستويات كثيرة.
كل ما يمكن قوله وبكل تأكيد إن الادعاءات سواء تلك السياسية أو الإعلامية لا تغير من الواقع شيئاً، بل تعكس «أزمة قطر» ومواجهتها لما جنته يداها وفعل حكامها، ولا تجد أمامها حلاً سوى صناعة المزيد من الأزمات التي لا نتيجة لها سوى أن تغرق هي وحدها في مزيد من المشكلات.