بقلم : منى بوسمرة
حق لدولتنا الحبيبة اليوم أن تفاخر بريادة ما تقدّمه من مبادرات استباقية كبيرة لصناعة مستقبل أفضل يعمّ خيره على الإنسانية جمعاء، وهو الفخر الذي أكده الشيخ محمد بن راشد بقول سموه: «نفخر بإسهامات دولة الإمارات في تعزيز رحلة البشرية إلى المستقبل»، فهذا الفخر جاء في افتتاحه حدثاً كبيراً، جمعت فيه الإمارات أكثر من 700 خبير ومسؤول من 70 دولة في العالم، في حوار عقول يهدف إلى تحويل تحديات المستقبل إلى فرص تخدم البشرية.
موقع الدولة على خريطة المستقبل يستند إلى رؤية وفكر عميقين لقيادة الدولة، وعمل يومي دؤوب بذلته قيادتنا على صعيد استباق التغيرات العالمية، وتهيئة البنية الداخلية في الإمارات لهذه التغيرات، عبر الاستثمار في التكنولوجيا والاتصالات والعلوم، وما نشهده من تهيئة الأجيال على صعيد مهاراتهم، من أجل العيش وفقاً لما يعنيه المستقبل من مجتمعات جديدة.
دولة الإمارات الوحيدة في العالم التي صاغت رؤيتها سابقاً عبر «إعلان حكومة المستقبل» في الإمارات، ثم حوار المستقبل الذي أطلقه سابقاً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال أعمال القمة العالمية للحكومات، بل تفردت الإمارات أيضاً بين دول العالم بوجود وزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، وغير ذلك.
مع كل ما سبق، جاء عقد مجالس المستقبل العالمية، في دورتها الثالثة، يوم أمس، تأكيداً لتطلعات الدولة في هذا الإطار، خصوصاً أن هذه المجالس تناقش ثمانية وثلاثين موضوعاً حيوياً، تتمحور حول العمل الحكومي والخدمات التي تقدمها الحكومة للناس، بما يعنيه ذلك من تطورات مذهلة في هذا العصر، وهي تطورات لا يمكن إلا استباقها والتواؤم معها أيضاً.
لقد عبّر الشيخ محمد بن راشد عن رؤيته للمستقبل خلال اطلاعه، أمس، على منصّة التحول المستقبلي ضمن مجالس المستقبل، بقوله: «إن صناعة المستقبل وتعزيز الفكر المستقبلي الاستباقي يمثل جوهر ثقافة العمل الحكومي في دولة الإمارات، والمنهج الذي تتبناه الحكومة في تطوير أدواتها واستراتيجياتها وخدماتها بما ينعكس إيجاباً على الناس، إن ثورة البيانات والتطورات المتسارعة في مجالات التكنولوجيا والعلوم المتقدمة ستمثل محوراً مهماً في تشكيل معالم المستقبل، ونحن في دولة الإمارات حريصون على توظيف هذه المستجدات وتطويع التكنولوجيا الحديثة بما يخدم مسيرة التطور الإنساني، ونفخر بإسهامات دولة الإمارات في تعزيز رحلة البشرية إلى المستقبل، وتسهيل عملية الانتقال إليه والاستفادة من أدواته، ونعمل بكل جهد لبناء قدرات الأجيال على المهارات التي يتطلبها العيش فيه، واستضافة مجالس المستقبل العالمية أحد محاور رؤيتنا لدور دولة الإمارات العالمي في تطوير ظروف المجتمعات الإنسانية نحو الأفضل، وانعكاس لطموحنا وعملنا المتواصل لتحقيق الخير للناس».
رحلة البشرية إلى المستقبل، وصناعة المستقبل، وتسهيل الانتقال إليه، ثلاثة تعبيرات وردت في كلام سموه، تحدد الأهداف والغايات، وتؤشر إلى عمق البصيرة لقيادتنا ودولتنا، وتقول عملياً إن السباق بين الأمم لم يعد يحتمل الانتظار ولا التأخير، ولا تأجيل التغيير الإيجابي لأي سبب كان، في ظل ما يشهده العالم من فرز للقوى، وإعادة ترسيم لخريطة الدول الحاضرة وتلك الغائبة.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان