بقلم : منى بوسمرة
خطر الإرهاب لا يتجزأ، والدول التي ترى أن أمنها غير مهدد اليوم، سوف تكتشف لاحقاً أن التهديد يطال السلم والأمن الدوليين بأسرهما، وأنه سوف يصلها. وحيادية بعض الدول، وسلبية البعض الآخر تجاه الإرهاب ورعاته ومموليه ستؤدي نهاية المطاف إلى دفع كلفة باهظة من كل هؤلاء الذين يتنصلون من واجبهم.
الحالة الإيرانية، تكشف عن خلاصة مهمة حول استراتيجية هذه الدولة المتمرسة بالإرهاب، على مستوى الدولة، وعلى مستوى التنظيمات والأفراد، إذ إن استراتيجيتها قائمة، على محاولة تفتيت الجهد العربي والدولي، في مجال محاربة الإرهاب، وتشتيت الجهود الهادفة إلى ردعها عن مواصلة غيها في برنامجها النووي، وبرنامج الصواريخ الباليستية، ودعم الكيانات الإرهابية في العالم العربي، وأفريقيا، ودول أخرى.
تلجأ إيران إلى أسلوب خطير، عبر محاولة عزل بعض الدول في العالم، وتصنيفها في إطار كونها دولاً صديقة، وغاية إيران هنا، إخراج هذه الدول، من المعسكر الذي يضغط ضدها، من أجل تغيير سياساتها، وللأسف الشديد، نجد دولاً عربية وإسلامية، قريبة من إيران، لا تعنى بمنع إيران من مواصلة برامجها التي تهدد أمن المنطقة، وهي برامج سرعان ما سوف تصل آثارها إلى هذه الدول، والأمر ذاته ينطبق على دول كبرى، تحاول إنقاذ الاتفاق النووي الإيراني، من أجل مصالحها، متناسية أن التهديد الذي تمثله إيران، لا يمكن أن يزول لمجرد حصول هذه الدول، على صفقات وعقود مالية معها، فهي تتنازل عن أمنها واستقرارها على المدى البعيد مقابل أرباح مؤقتة.
الجهد العربي والدولي، يجب أن يكون قوياً إلى درجة وضع حد لإيران، واللوم هنا ينصب على كثير من الدول التي تتخلى عن واجبها في الضغط على طهران، من أجل أن تتوقف عن إرهابها، المتمثل بكل هذه البرامج النووية السرية، وبرامج صناعة السلاح، والتهديد بتصدير الفوضى، وزعزعة الاستقرار في مزيد من العواصم العربية، وتهديد خطوط الملاحة ومصادر النفط، والدول التي تعد نقاط حساسة، على خارطة أمن العالم، ومصالحه الاقتصادية والسياسية.
ممارسات إيران، ليست موجهة ضد دولة، دون أخرى، لأن الأمنين الإقليمي والدولي، يترابطان، ولدينا من الأمثلة على الإرهاب الإيراني، ما يثبت أن الحلقات تتصل مع بعضها البعض، فالذي يجري في اليمن مثلاً، يؤكد أن المشروع الإرهابي الإيراني، لا يقف عند حدود اليمن، بل يمتد إلى دول الجوار، وأمن الإقليم والعالم، والأمر ذاته ينطبق على مواقع وبؤر أخرى.
لقد آن الأوان أن يقف العالم موحداً، من أجل تطبيق الشرعية الدولية، بحق إيران، وردعها عن سياساتها، بعد أن تحولت إلى دولة إرهابية، بكل هذه البرامج التي تمولها في الداخل والخارج، من أجل تهديد السلم العالمي، وقد حذرنا مراراً، من خطورة وكلفة السكوت على إيران، من جانب بعض الدول التي تعتقد أن نيران إيران لن تصلها، فثبت لاحقاً، أن طهران، تنفذ أهدافها بشكل تكتيكي، ينذر بوصول أخطارها إلى بقية دول المنطقة، وحتى الدول البعيدة.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن البيان