بقلم : محمد الحمادي
بعد زيارتين ناجحتين للرئيس الصيني إلى الشقيقتين الكبريين جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية في عام 2016، يصل اليوم فخامة شي إلى دولة الإمارات في زيارة تاريخية يترقبها حكومة وشعب الإمارات على حد سواء، فوصول أحد أصدقاء الإمارات في زيارة رسمية تستمر لمدة يومين لا شك يعتبر حدثاً مهماً، وما بعد هذه الزيارة بلا شك سيكون مختلفاً عما كان قبلها، وتصريحات الطرفين تؤكد أنها زيارة ستفيد مستقبل البلدين والشعبين، وستزيد متانة العلاقة بين البلدين الصديقين.
الرهان على الصين ليس على حساب العلاقات مع الغرب، فكلا الطرفين تربطنا بهما مصالح مشتركة، والصينيون أثبتوا أنهم أكثر وفاءً والتزاماً مع أصدقائهم، وأثبتت الصين أنها دولة متوازنة في علاقاتها الدبلوماسية وفي مواقفها السياسية، وبلا شك أنها تمتلك حساً أخلاقياً تفتقده بعض دول العالم الكبرى!
لقد أدركت الصين مؤخراً أن عليها وضع خطوط عريضة لسياستها تجاه المنطقة العربية بأسرها، فقامت في عام 2016 بإصدار وثيقة «سياسة الصين تجاه الدول العربية»، التي تكشف حرص القيادة الصينية على رسم خطط مستقبلية للتعاون الصيني العربي القائم بالأساس على مبدأ المنفعة المتبادلة، بعيداً عن أي تدخلات في الشؤون الداخلية أو السياسية.
والمثير للاهتمام أن هذه الوثيقة وضعت أسساً جديدة للعلاقات بين الطرفين لا تقتصر على الجوانب السياسية والاقتصادية والتجارية والمالية، بل تشمل الجوانب الأمنية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والتعليمية والفكرية التي أصبحت محل اهتمام الصين بهذه المنطقة بأسرها.
ودولة الإمارات التي هي أحد أكبر الشركاء الاقتصاديين والتجاريين للصين، تفهم الصين وتعرف قيمتها ومكانتها، وعلى هذا الأساس تتعامل معها، وبعيداً عن الأرقام والحسابات الاقتصادية والتجارية يبدو واضحاً أن رؤية فخامة رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جين بينغ لمستقبل بلده واضحة، وفي الوقت نفسه تبدو رؤيته لعلاقات بلده بدولة الإمارات جلية، وما ذكره فخامته في مقالته التي نشرت يوم الأربعاء في صحيفة الاتحاد، يدل على تطابق هذه الرؤية مع رؤية دولة الإمارات، كما أشار الرئيس الصيني إلى أن السنوات الـ34 الماضية من العلاقات بين جمهورية الصين الشعبية ودولة الإمارات العربية المتحدة شهدت تنمية سريعة ومعجزة تنموية صنعها البلدان. ووصف فخامته بأن الصين أصبحت محركاً مهماً لنمو الاقتصاد العالمي، فيما أصبحت الإمارات واحة التنمية في العالم العربي، دقيق، ويعبر عن حال البلدين، فجدية البلدين وعزمهما على الإنجاز والتقدم وضعهما في مراتب متقدمة بين دول العالم.
وإشارة الرئيس الصيني تعبير صحيح عن واقع الحال عندما قال «إن البلدين أصبحا صديقين مخلصين يكمّل بعضهما بعضاً في التنمية، وشريكين مهمين للتواصل والتنسيق في الشؤون الدولية والإقليمية، لما لديهما من الرؤى التنموية المتقاربة والأهداف السياسية المتطابقة وروابط التعاون المتنامية».. وهذا ما تشعر به ليس قيادة الإمارات وحكومتها فقط وإنما كل مواطن، لذا لا نستغرب أن يردد الجميع في الإمارات اليوم «مرحباً بشي جين بينغ في الإمارات».
المصدر : جريدة الاتحاد
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع