بقلم : محمد الحمادي
حسناً فعل الاتحاد السعودي لكرة القدم برفعه شكوى رسمية إلى «الفيفا» لاستغلال قنوات «bein sports» القطرية -الجزيرة الرياضية سابقاً- التي تمتلك حقوق بث ونقل مباريات نهائيات كأس العالم 2018 في الشرق الأوسط، وذلك بسبب إصرارها على بث رسائل سياسية تهدف للإساءة للمملكة العربية السعودية، فما حدث في استديو التحليل على هذه القناة بعد انتهاء مباراة السعودية وروسيا في افتتاح البطولة منذ أيام, يعد فصلاً مقزّزاً من مشهد إعلامي ساقط، ويزداد سقوطاً كل يوم، فهذه لم تكن المرة الأولى التي تقوم فيها هذه القناة التي يفترض أنها رياضية، ببث رسائل سياسية، وفي بعض الأحيان رسائل تحريضية ضد دول يختلف معها النظام القطري سياسياً.
كنّا نتمنى أن تنأى هذه القناة بنفسها عن سلوك القناة الأم «الجزيرة» التي احترفت بث الفتنة والعمل على شق الصف العربي، فضلاً عن عملها المكشوف في دعم الإرهاب وفتح المجال للإرهابيين لبث أفكارهم وإرسال رسائلهم عبر هذه القناة بشكل منتظم، لكن من الواضح أن العقل الذي يدبر الأمور للقناة الأم لا يختلف عمن يدبر الأمور للقناة الرياضية، وبالتالي فإن المهمة واحدة والرسائل متشابهة، وهذا ما يجعل الجميع يطالب بوقفة واحدة وجادة في وجه تصرفات هذه القناة وسلوكيات المسؤولين عليها والعاملين فيها، فخلط الرياضة بالسياسة، أمر مرفوض جملةً وتفصيلاً، واستغلال هذه القناة التي تحتكر بث ونقل مباريات كأس العالم لملايين الجماهير العربية في الشرق الأوسط، يعد عملاً غير أخلاقي، بل عملاً عدائياً يتنافى وأهداف الرياضة النظيفة، ويتعارض بشكل مباشر والهدف الكبير من تنظيم كأس العالم، وهو جمع الشعوب وتقريبها من بعضها البعض، ونسيان الخلافات السياسية والمصالح الإقليمية، والتركيز على المتعة والتعايش والمحبة.
ما نراه على قناة «bein sports» لا يعكس ذلك أبداً، فحتى اختيار القناة لبعض المحللين والمعلقين العرب، يكشف أن للقناة أجندة بعيدة عن الرياضة، وقريبة من إثارة الفتن والمشكلات، لذا فإن المبادرة التي أطلقها كبار الرياضيين في الخليج والعالم العربي بالأمس تحت شعار «رياضة بلا سياسة»، مهمة جداً، وخطوة حضارية تعكس مدى حرص الرياضيين العرب على إبعاد الرياضة عن دهاليز السياسة، وما دفعهم إلى ذلك هو صدمتهم من إصرار قناة «bein sports» على إقحام السياسة في الرياضة، وقد لاحظنا خلال الأشهر الماضية كيف أن مذيعي ومراسلي القناة كانوا يتعمدون الزج بالرياضيين وبالجماهير في خلافات سياسية لا علاقة لهم بها، الأمر الذي تطلب وقفة حقيقية من الجميع لإنهاء هذا السلوك غير المهني وغير الأخلاقي وغير المسؤول.
إن التحريض المستمر من القناة القطرية وإثارة الكراهية بين الجماهير والشعوب، يتنافى مع الأخلاق والأخلاقيات المهنية للإعلام، فضلاً عن تعارضه مع قوانين الاتحاد الدولي التي تشدّد على وجوب النأي بالرياضة عن السياسة، لذا فإن الخطوة السعودية مرحب بها، بل يجب دعمها لإنهاء هذا السلوك غير الرياضي من هذه القناة.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد