بقلم : محمد الحمادي
هذا ليس أول إعصار تواجهه الإمارات مع أهالي سقطرى، وننجح في مواجهته معاً، كما أن الإعصار الإعلامي الأخير لم يكن أول إعصار من الأكاذيب، ولا آخر إعصار يطلقه المؤدلجون والنفعيون من «الإخوان» والمرتزقة للهجوم على الدور الإماراتي الإنساني في هذه الجزيرة، وستستمر الإمارات في عملها، ولن يثنيها ناكر للجميل ولا حاقد ومتربص.
لقد رأى العالم، أمس، أبناء الإمارات من فرق الإغاثة و«الهلال الأحمر»، وهم يواجهون إعصار مكونو مع السقطريين، ويقومون بكل ما يمكنهم لمساعدتهم في مواجهة الكارثة الإنسانية.
وصرح سفير الإمارات في اليمن، سعادة سالم الغفلي، بأن الوضع في سقطرى صعب، وأن دولة الإمارات تبذل جهوداً كبيرة للوقوف إلى جانب السقطريين في هذه الأزمة.. وبلا شك أن وجود هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، وكذلك مؤسسة الشيخ خليفة للأعمال الإنسانية، يساعد كثيراً في مواجهة آثار الإعصار.
وشاهدنا أمس عبر لقطات الفيديو التي تم تداولها، الدور الإماراتي في مساعدة أهالي الجزيرة، فقد قامت الجرافات الإماراتية بفتح الطرق المسدودة بسرعة فائقة، أما مستشفى خليفة في سقطرى، فقد كان مستنفراً لاستقبال الحالات الطبية والمصابين نتيجة هذا الإعصار.
ومنذ فجر يوم أمس، تحلق طائرات الهيلوكوبتر الإماراتية بحثاً عن المفقودين، كما قامت فرق الإغاثة الإماراتية بتوفير ملاجئ سريعة للأسر التي تضررت منازلها، وذلك بإيوائهم في مراكز خاصة، وفي المساجد والمدارس، كما تم العمل على إصلاح المولدات الكهربائية لإعادة التيار للمنازل، وتقوم فرق الإغاثة التابعة لدولة الإمارات بتوفير وجبات الفطور والسحور حتى يتمكن أهالي الجزيرة من أداء فريضة الصوم في هذا الشهر الكريم.
والمثير للإعجاب والإكبار في المشهد الإماراتي في سقطرى، أن الفرق الإغاثية ليست هي الموجودة هناك فقط، ففريق من الإعلاميين الإماراتيين التابعين لقناة سكاي نيوز عربية، يوجد في جزيرة سقطرى منذ أيّام لنقل حالة سكان الجزيرة، وإعداد عدد من التقارير التلفزيونية.. وهم في خضم عملهم، فاجأهم الإعصار، فأصبحوا مع سكان الجزيرة، يواجهونه، وينقلون لنا الصورة من على أرض تلك الجزيرة التي نتمنى السلامة لكل من عليها.
الدور الإماراتي في سقطرى قديم، ودعم الإمارات لكل الأجزاء والمناطق اليمنية معروف لكل منصف، وهو دور إنساني وإغاثي وأخلاقي، فعندما أشاح الكل بوجهه عن مساعدة أهالي سقطرى، «ومنهم القريبون إليهم»، وجهت الإمارات سفن المساعدات، الواحدة تلو الأخرى، وفرق الإغاثة الإنسانية إلى الجزيرة، ليس لشيء إلا لأنهم طلبوا المساعدة، وكانوا بحاجة إليها، فلا يحق لأحد أن يزايد على الدور الإماراتي أو يشكك في النوايا الإماراتية تجاه أهالي سقطرى بشكل خاص، وتجاه الشعب اليمني بشكل عام.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد