بقلم : محمد الحمادي
استمرار النظام في قطر في مناكفاته مع الدول الأربع المقاطعة له ليس بالجديد، ولكن الجديد والغريب هو إصرار هذا النظام في الإضرار بمصالح الشعب القطري، واستخدام المواطن القطري في هذه الأزمة أكثر وأكثر، فحديث المظلومية والادعاء بأن المقاطعة قد أثرت على القطريين أصبح لا معنى ولا قيمة له اليوم، فقد أصبح العالم يرى أن مشكلة النظام القطري ليست مع الدول المقاطعة وإنما مع نفسه، وهو بذلك يحارب كل من لا يسير وفق مخططاته، ويؤذي كل من يريد أن ينأى بنفسه عن هذه الأزمة، وموضع الحج الذي يتكرر هذا العام بعد أن انكشف العام الماضي، وتبين للجميع أن المملكة العربية السعودية لم تمنع أي حاج قطري من أداء مناسك الحج، بل تم تسهيل أمور الحجاج القطريين والاهتمام بهم، وذلك عكس دعاية الإعلام القطري الكاذب الذي كان يقلب الحقائق، وبشهادة الحجاج القطريين اتضح للجميع أن النظام القطري أراد استغلال الحج وتسييسه، في محاولة يائسة وبائسة من هذا النظام.
ومع اقتراب موسم الحج، بدأت الأبواق القطرية على جميع المنصات الإعلامية محاولات الاستفزاز والتشويش والتشويه، وهذا أمر لا يليق بأبناء هذه المنطقة وبالمسلمين، فما نعرفه أن لكل خلاف حدوداً وبعض الأمور يجب أن تكون بعيدة عن أي خلاف، ومن ذلك مسألة الحج وغيرها من الأمور الدينية، لكن من الواضح أن النظام القطري فقد البوصلة في كل الأمور.
من المهم أن يدرك هذا النظام أنه يمنع المواطن القطري من حق أصيل من حقوقه الأساسية، وهو ممارسة عباداته وشعائره الدينية، من خلال تخويفه وترويعه وتهديد كل من يقرر الذهاب إلى الحج، وهذا أمر لا تقبله الشرائع أو القوانين ولا الأخلاق الإسلامية!
وبدلاً من منع مواطنيها من الحج كنّا نتمنى أن تمنع جيش الذباب الإلكتروني -الذي توظفه- من الاستمرار في التخريب، وإثارة الفتن بين الشعوب العربية، ونشر الإشاعات والأكاذيب، وآخرها ما ذكرته بعض الوسائل الإعلامية المدعومة منها التقرير الذي نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية حول العلاقات الإماراتية العمانية، والتي حاولت من خلاله نشر معلومات وأكاذيب لتخريب العلاقات بين البلدين الشقيقين، وهذه المحاولات أصبحت مكشوفة للجميع، فكل يوم نكتشف مدى تورط نظام قطر في تخريب المنطقة، وما أعلنته وزارة الداخلية البحرينية بالأمس عن رصد حسابات وهمية تتم إدارتها من قطر، وتعمل على الإضرار بالعلاقات بين البحرين والمملكة العربية السعودية.
يجب أن يتذكر النظام القطري أن حج الشعب القطري في مكة وهو حق أصيل لهم ولا يجب منعهم من أداء هذه الشعيرة الدينية العظيمة لأي سبب من الأسباب، أما «حج» النظام القطري كي يكفر عن أخطائه وخطاياه وذنوبه السياسية فهو في الرياض وباب التوبة مفتوح!