بقلم : محمد الحمادي
بعد أن تاجرت القيادة القطرية بقضايا الشعوب العربية وبآلام وجراح الشعب الفلسطيني لسنوات طويلة، ها هي اليوم تتاجر بحالة الشعب القطري في مشهد تراجيدي محزن جداً، فبعد كل ما ارتكبته الحكومة القطرية من ممارسات دعم وتمويل للإرهاب والتطرف والعنف، وزعزعة أمن واستقرار دول المنطقة والعديد من دول العالم، وجدت نفسها أمام حائط الحقيقة العالي والصلب، فلم تستطع القفز عليه أو تجاوزه، ووجدت نفسها وحيدة بعد أن قاطعتها الشقيقتان الكبيرتان المملكة العربية السعودية، وجمهورية مصر العربية، ومعهما دولة الإمارات ومملكة البحرين إلى جانب العديد من الدول العربية والإسلامية الأخرى.
شاهدنا في الماضي كيف تاجر الإعلام القطري متمثلاً في قناة الجزيرة وغيرها من القنوات التابعة للنظام القطري بشكل مباشر وغير مباشر بمآسي الشعوب العربية طوال سنوات، فقد استغل القضية الفلسطينية أسوأ استغلال إلى أن ضرب الإخوة الفلسطينيون بعضهم بعضاً، ومن ثم تاجر بمشاكل الشعب المصري، ثم تاجر بأحلام الشباب العربي في تونس وسوريا واليمن والبحرين.
مؤسفة هي الحال التي وصل إليها النظام القطري فلم يعد أمامه غير استعطاف دول العالم، وهذا الاستجداء لن يجدي نفعاً ولن يغير من الحقيقة شيئاً، فالدوحة حاضنة للإرهاب، وراعية له، وممولة لجماعاته، فأين تفر من هذه الحقيقة وأين تهرب؟، وبدلاً من أن تصحح واقعها، فإنها تختار الارتماء في أحضان إيران وتركيا، وتتباكى في روسيا وبريطانيا وفرنسا، وتحاول أن تقنع الصين بأن السعودية تحاصرها وتريد تجويع شعبها!!
أي بؤس هذا الذي تعيشه الحكومة القطرية؟؟ إنها بهذه الخطوة لا تخجل من أن تتاجر بشعبها وتستخدم هذا الشعب الكريم ذريعة أمام المجتمع الدولي وكأنه أحد الشعوب التي تعاني من مجاعة وجفاف، أليس في قطر رجل عاقل يقول كلمة الحق ليحفظ كرامة هذا الشعب، وهذه الدولة التي هي جزء من امتنا العربية!
عندما تمت مواجهة قطر بالحقيقة وبالأدلة وتم اتخاذ قرار المقاطعة، حرفت الحقيقة كما تعودت طوال سنوات مضت على أن تحرفها عبر إعلامها غير المهني، فأوهمت الشعب القطري المغيب بأنه تحت حصار من المملكة العربية السعودية، وأرسلت وزراءها وسفراءها إلى دول العالم لتتباكى هناك، وتدعي أن السعودية تحاصرها وتجوع شعبها، في محاولة لخداع دول العالم التي ستكتشف الحقيقة عاجلاً غير آجل.
فمع أن المجال الجوي والمجال البحري مفتوحان لها، وتستطيع أن تحلق بطائراتها وتبحر بسفنها حيثما شاءت دون الدول التي قاطعتها، إلا أن النظام القطري يدعي أنه محاصر! فالحصار كما هو معروف يستلزم اتخاذ إجراءات جبرية وقسرية بموجب الباب السابع من ميثاق الأمم المتحدة، بقرار من مجلس الأمن الدولي» أما المقاطعة فهي حق مشروع لكل دولة.
الدول المقاطعة اتخذت إجراءاتها القانونية التي تحمي بها أمنها واستقرارها، وتحمي شعوبها، دون أن تتعدى على السيادة القطرية، ولا المصالح القطرية، وهي تتحمل أيضاً النتائج المترتبة على هذه المقاطعة، وهي نتائج مكلفة، ولكن أمنها واستقرارها يأتيان في المقام الأول.. ولطالما رددت الحكومة القطرية أن المقاطعة لن تؤثر عليها، فماذا حدث الآن؟!